الشــتــاء يداهــم مشــــاريــع التــحسـيــن الحضري بقــــالمــــة
تسببت التقلبات الجوية الأخيرة بولاية قالمة، في تحويل مشاريع التحسين الحضري، في تحويل مواقعها إلى مجار للمياه و كتل من الأوحال و الطين، و انكسارات و مستنقعات مائية.
و تكاد حركة السير تتعطل بعدة شوارع رئيسية، هدمتها مقاولات الإنجاز قبل أشهر و أغرقتها في الظلام، عندما حصلت على صفقات ضخمة لتحسين إطار الحياة العامة بكل بلديات الولاية تقريبا.
و بدأت شكاوى و نداءات السكان تتزايد، مطالبة بتدخل مسؤولي البلديات و الدوائر و مديرية السكن المشرفة على أغلب المشاريع، لإجبار المقاولات على إصلاح الأضرار الناجمة عن الحفريات و ردم الانكسارات و خنادق الغاز و المياه و مجاري الصرف و الحماية من الفيضانات و تشغيل أنظمة الإنارة بالمواقع المظلمة.
و حسب ما وقفنا عليه بعدة مواقع للتحسين الحضري في قالمة، فإن بعض الشوارع بالمدن الرئيسية، لم تعد صالحة لسير السيارات و الراجلين و البعض منها أصبح مصدر خطر بسبب الخنادق و الحفريات التي بدأت في الهبوط و قد تتسبب في حوادث سير خلال ساعات الليل.
و قال سكان من أحياء هرقة و الفوجرول بمدينة قالمة، بأن هذا الشتاء سيكون صعبا و مثيرا للمتاعب، بسبب تردي وضعية الشوارع التي انهارت بعد أشغال مد الشبكات المختلفة.
و تعد مدينة حمام دباغ السياحية، الأكثر تضررا من تردي وضعية الطرقات و الأرصفة و شبكات الإنارة العمومية، بسبب أشغال التحسين الحضري التي انطلقت بقوة قبل 6 أشهر تقريبا، لكنها تعثرت بسبب مشاكل و تعقيدات ميدانية و تقنية و عجز المقاولات عن التقيد بالجدول الزمني المحدد لإنهاء أشغال الحفر قبل حلول الشتاء. و قد توقف العمل بمواقع كثيرة بعد سقوط الأمطار الأخيرة و يتخوف سكان الأحياء التي شملها مشروع التحسين الحضري، من تردي الوضع أكثر مما هو عليه اليوم، عندما يبلغ الشتاء ذروته و يشل نشاط المقاولات.
و تعد أحياء الملية، فج الريح و البساتين و 5 جويلية و بودفل، الأكثر تضررا بالمدينة السياحية و يتوقع السكان شتاء صعبا، محملين المسؤولية للمقاولات الخاصة و فرق المراقبة و طالبوها بترميم المواقع المنهارة و اتخاذ إجراءات ميدانية مؤقتة، للمحافظة على مرونة حركة السير، في انتظار الربيع القادم عندما يعتدل المناخ و تعود فرق العمل إلى مواقعها من جديد.و من الصعب تعبيد الطرقات المنهارة بالخرسانة السوداء في الشتاء، لأن هذه المادة تتطلب درجة حرارة عالية للتماسك و المحافظة على تركيبتها. و غرقت أحياء كثيرة في الظلام، بعد تأخر مشاريع تجديد شبكات الإنارة العمومية و استبدالها بالنظام المقتصد للطاقة.
و قال سكان من الأحياء المدرجة ضمن مشروع التحسين الحضري في قالمة، بأن بعض المقاولات تعاني من نقص العتاد و اليد العاملة، رغم أهمية المشاريع الحائزة عليها، مطالبين بتدخل والي الولاية لإجبار هذه المقاولات على دعم الورشات و استغلال أيام التحسن المناخي خلال فصل الشتاء، لردم الخنادق و الانكسارات و بناء أرصفة الخرسانة المطبوعة و تشغيل أنظمة الإنارة بالأحياء السكنية المظلمة.
فريد.غ