اندلع حريق واسع بغابات و أحراش جبل ماونة في قالمة، مساء السبت، و بقي مستمرا لليوم الثاني، وسط موجة حر قوية تجتاح المنطقة و تعيق جهود الإخماد التي تشارك فيها عدة وحدات من حماية مدنية و محافظة الغابات و البلديات و مواطنين متطوعين.
و في حدود، منتصف نهار أمس الأحد، بدأت النيران تقترب من أبراج الاتصالات بقمة جبل ماونة الواقعة على ارتفاع يفوق 1400 متر عن سطح البحر و هي أعلى قمة جبلية بولاية قالمة و منها تعمل شبكة الاتصالات لتغطية حيز جغرافي واسع يمتد إلى الولايات المجاورة. و قد شوهدت تعزيزات من الرتل المتحرك على ما يبدو و هي تخترق حركة السير بطرقات مدينة قالمة و تطلق المنبهات، متوجهة إلى الجبهة المشتعلة على بعد أمتار قليلة من الأبراج العملاقة التي تعد عصب الاتصالات بالمنطقة.
و تواجه فرق الإطفاء صعوبات كبيرة للوصول إلى الأدغال الكثيفة بسبب صعوبة المسالك و موجة الحر القوية التي تجتاح المنطقة منذ يوم السبت.
و دمر الحريق مساحات واسعة من غابات الفلين و الزان بالمنطقة الغربية من الجبل و دفعت الرياح ألسنة النيران باتجاه الجنوب و الشرق، فيما زادت المخاوف من وصول الحريق إلى التجمعات السكنية الريفية المحاذية لجبل ماونة، الذي يعد موطنا لرعاة البقر منذ أمد بعيد.
و كان حريق آخر قد اندلع، مساء السبت، بجبل مرمورة التاريخي ببلدية بوحمدان، لكنه أخمد بسرعة من طرف رجال الغابات و الحماية المدنية و عمال بلدية بوحمدان و مواطنون متطوعون شاركوا في عملية الإخماد حتى توقف الحريق تماما، قبل أن يبلغ غابات الفلين الكثيفة.
و كل صيف تدمر الحرائق مساحات واسعة من غابات قالمة، و تعد غابات جبال بني صالح الشهيرة و غابات هوارة و غابات جبال بني عمران و بوعربيد و مرمورة، الأكثر تضررا من الإجرام المتواصل الذي يهدد الثروة الغابية بالمنطقة و ينذر بانهيار النظام الإيكولوجي و الحياة البرية التي بدأت مؤشرات التصدع تظهر عليها، حيث تراجعت أعداد الطيور و الحيوانات النادرة التي كانت تعيش هناك و ربما تكون أصناف كثيرة من النباتات قد تعرضت للتشوه و ربما يكون البعض منها قد اختفى تماما تحت تأثير الدمار الهائل الذي يلاحق الطبيعة كل صيف.
فريد.غ