قضت محكمة الجنايات الاستئنافية بمجلس قضاء أم البواقي، عشية أمس، بمعاقبة الشاب المسمى (ع.ف) في العقد الثالث من العمر، بـ 20 سنة سجنا نافذا مع غرامة مالية تعويضية للأطراف المدنية المتضررة، في حين التمس ممثل النيابة العامة توقيع عقوبة الإعدام في حق المتهم، المتابع بجرم المشاركة في القتل العمدي.
القضية ترجع إلى ليلة العاشر من شهر ديسمبر من سنة 2014، عندما شهد حي خنفري المعروف بـ»المالحة» وسط مدينة عين مليلة، نشوب شجار عنيف بين مجموعتين شبانيتين، بسبب خلاف في جلسة قمار، أدى بالمتهم الثاني في القضية المدعو (ب.ح) الذي كان فارا مع بداية التحقيق القضائي، إلى خسارة رهان سيارة و هي التي كان شقيق الضحية المدعو (ع.ع.م) يقودها و تعرض بها لحادث مرور، مصيبا سيارة أحد المتهمين بأضرار، ليتصل المتهم الرئيسي بالضحية طالبا منه الحضور لموقع الخلاف، أين تطورت الملاسنات و استنجد الضحية بكلاب حراسة كانت في سيارة شقيقه و في المقابل، دجّج المتهمين المدانين نفسيهما ببندقيتي صيد.
المتهم الرئيسي وجه حينها طلقتين ناريتين لجسد الضحية و أجهز عليه المتهم الثاني المتابع يوم أمس أمام هيئة المحكمة الاستئنافية، بطلقة ثالثة أدت إلى سقوطه أرضا غارقا في شلال من الدماء، ليفارق الحياة قبل وصوله إلى مستشفى سليمان عميرات المحلي، لتباشر مصالح الأمن حينها حملة توقيفات أفضت إلى توقيف أحد الفاعلين و عديد الشبان الذين اتهموا بالمشاركة في القتل، كونهم كانوا حاضرين في مسرح الجريمة.
و أنكر المتهم في القضية الجرم المتابع به، مشيرا إلى أنه كان في مسرح الجريمة و رفع بندقية صيد باتجاه أحد الكلاب الذي كان متجها نحوه و لم يصب الضحية إطلاقا و هو ما ذهب إليه الشاهد (ك.ا) الذي بين بأنه سمع طلقة واحدة و شاهد المتهم يسحب بندقية صيد تجاه كلب كان متجها صوبه.
و بينت تصريحات المتهم، بأنه هو من أوقف الضحية الذي كان مبحوثا عنه من طرف المتهم الرئيسي في القضية (ب.ح)، الذي تمت محاكمته في وقت سابق، من جهته دفاع الضحية أكد على أن موكله الراحل، فارق الحياة نتيجة للشظايا التي أصابته في مناطق متفرقة من جسمه، وفق ما ذهب إليه تقرير الطبيب الشرعي، حيث استدعى الأمر إجراء عملية جراحية لنزع الشظايا العالقة.
من جهتها ممثلة النيابة العامة، أوضحت في مرافعتها، بأن المتهم متابع بجناية المشاركة في القتل العمدي مع سبق الإصرار و الترصد و هي جريمة ثابتة كونه معترف بتواجده في مسرح الجريمة حاملا سلاحا ناريا و جميع الشهود في الملف أكدوا على تواجده في مكان وقوع الجريمة، مع اختلاف في قضية إطلاق العيار الناري و بينت المتحدثة، بأن المتهم ترصد الضحية و صوب سلاحه تجاهه و ليس تجاه الكلب كما ذهب إليه المتهم و بعض الشهود. أحمد ذيب