عرف إنتاج الزيتون بولاية ميلة، هذا الموسم، تراجعا في الكميات المحصل عليها في زيتون المائدة و زيتون الزيت، مقارنة بالمواسم السابقة و ذلك لعوامل أرجعها المختصون و المهتمون، إلى الفترة المناخية التي ميزت فترة إزهار أشجار الزيتون و تشكيل ثمارها.
فولاية ميلة التي تمتد أشجار الزيتون بها، حسب الإحصائيات المحصل عليها من مديرية المصالح الفلاحية، على مساحة تفوق 12 ألف هكتار، منها أكثر من تسعة آلاف هكتار منتجة، فيها 1198 هكتارا خاصا بزيتون المائدة و الباقي لزيتون الزيت، عرفت إنتاج 16 ألفا و 300 قنطار من زيتون المائدة و لحد الساعة، تم تحصيل 65 ألفا و 197 قنطارا من زيتون الزيت الذي دخلت عملية جمعه مرحلتها الأخيرة، حيث تم عجن 41 ألفا و 836 قنطارا منها، أعطت 704 آلاف لتر من الزيت و هي كمية متواضعة مقارنة مع إنتاج العام الماضي، حينما تجاوز مليوني لتر حصلت من مساحة تقدر بثمانية آلاف و خمسمائة هكتار، ما يعني أن التراجع تعدى 70 بالمئة.
و رغم ذلك، يرى مصدر مسؤول بمديرية المصالح الفلاحية، أن المساحة الإضافية من الأشجار التي دخلت هذا الموسم مرحلة الإنتاج، بإمكانها أن تعوض النقص المسجل في الزيت مع انتهاء مرحلة التصفية. نقص إنتاج الموسم الجاري الذي يجمع كل من تحدثنا إليهم على أنها عامة و تشمل ولايات الوطن و حتى دول الجوار، بالنظر لظاهرة الجفاف التي تزامنت مع فترة إزهار الزيتون و تشكل ثماره و التي تسببت كذلك في ظهور الدود في حبات الزيتون و جعلته غير صالح للاستهلاك كزيتون للمائدة، سينعكس لا محالة على أسعار البيع في السوق، حيث يتراوح حاليا سعر اللتر الواحد منه بين 800 دينار إلى ألف دينار.
و من الملاحظات التي قدمها لنا أحد كبار منتجي الزيت بميلة، السيد بلدي، هي أن الكثير من الشباب البطال و رغم التحفيز المقدم لهم للعمل في جني الزيتون و نقله بمقابل مالي يتراوح بين 22 إلى 25 دج للكيلوغرام الواحد من الزيتون، إلا أنهم يرفضون العمل في المجال، مضيفا بأنه وجد ضالته في جني غلته في نساء منطقة باينان اللواتي عملن بمزرعته الكائنة بوادي النجاء.
إبراهيم شليغم