كشف والي برج بوعريريج للنصر، يوم أمس، عن تخصيص مبلغ 42 مليار سنتيم، في عملية استعجالية للقضاء على النقاط السوداء بالطريق الوطني رقم 45، بعد الحادث الأليم الذي أودى بحياة 6 أشخاص، خاصة على مستوى المنعرجات
و الأجزاء التي تشكل خطرا على السائقين و مستعملي الطريق، لتضاف إلى عملية مماثلة تم تسجيلها من قبل، بمبلغ 8 ملايير سنتيم لتوسيع الجزء المتواجد بمنحدر كوسيدار ببلدية العش.
و أشار الوالي إلى تسجيل عملية مستعجلة لإعادة تهيئة الأجزاء الخطيرة و توسعة المسالك الضيقة و المنعرجات و تزويد الطريق بإشارات التوجيه و المرور على مسافة 25 كيلومترا، في الجزء العابر لإقليم للولاية، خصوصا على مستوى النقاط السوداء الواقعة ببلدية العش التي تحولت إلى ما يشبه المصيدة للسائقين، بالنظر إلى خطورتها.
مؤكدا على أخذ مطلب سكان المنطقة بتسجيل مشروع لازدواجية الطريق على محمل الجد و وضعه من بين الأولويات، حيث تم تبليغ هذا الانشغال إلى الوصاية، لكن تجسيده يتطلب دراسة دقيقة تشمل جميع النقاط، بما فيها ملكية الأراضي و تعويض أصحابها، كون أن أغلب المقاطع المخصصة للتوسعة ملكية خاصة للمواطنين، بالإضافة إلى صعوبة التضاريس بالمنطقة لتواجد أغلب أجزاء الطريق بجوار أودية عادة ما تستعيد نشاطها خلال فترات التساقط، ما يتطلب تخصيص مبالغ مالية هامة لإنجاز الجسور و حماية الطريق من السيول الجارفة، فضلا عن وجود أجزاء تنتشر بها الكتل الصخرية.
و زيادة على توسعة الأجزاء الضيقة من الطريق، سيسمح البرنامج الاستعجالي، حسب ذات المسؤول، بتوسيع الجوانب و المنعرجات الخطيرة و انجاز و تهيئة المنشآت الضرورية لحماية الطريق، بما فيها قنوات تصريف المياه و الحواجز المعدنية و الإسمنتية التي توضع على الحواف، لاسيما على مستوى المنحدرات و الأماكن الوعرة، لتجنب و تفادي سقوط المركبات نحو الأودية و المنحدرات الواقعة بجوار الطريق، في حال انحرافها أو خلال وقوع حوادث الاصطدام.
و ناشد عشرات السكان ببلدية العش، السلطات العليا في البلاد، لتحقيق مطلبهم الذي بقي يتكرر على مدار عشريات كاملة، لإنجاز ازدواجية الطريق في جزئه الرابط بين ولايتي البرج و المسيلة، مشيرين إلى أنه كان مصدرا لمآسي مئات العائلات، بعدما حصد عشرات الأرواح سنويا، مستدلين بالحادث المأساوي الأخير بين شاحنة مقطورة و حافلة صغيرة لنقل المسافرين، الذي تسبب في وفاة 6 أشخاص من أبناء المنطقة و تعرض 8 آخرين للإصابة بجروح متفاوتة، ناهيك عن المآسي المتكررة لسكان المنطقة عبر هذا الطريق، حيث مازالت عديد الحوادث المميتة و المجازر المرورية عالقة بذاكرتهم، بما فيها تحول مواكب أفراح بالمنطقة إلى مأتم و معاناة عشرات المواطنين من إعاقات حركية بسبب تعرضهم لحوادث نجوا منها بأعجوبة .
و قد قام السكان بتنظيم مسيرة و غلق الطريق الوطني رقم 45 عبر 3 نقاط بالقرى المجاورة، فضلا عن غلق خط السكة الحديدية و شل حركة عربات النقل طيلة الفترة الصباحية، حيث رفعوا مطلب ازدواجية الطريق و الوفاء بالوعود السابقة للوزراء المتعاقبين على قطاع الأشغال العمومية، بمن فيهم الوزير السابق الذي تعهد في زيارته الأخيرة للولاية، بتسجيل مشروع ازدواجية الطريق و وضعه من بين أولويات دائرته الوزارية منذ مدة تزيد عن العام، دون أن يتم تجسيده بحسبهم، رغم أهميته الكبيرة في حركة تنقل الأشخاص و نقل السلع و البضائع باعتباره بوابة الصحراء نحو الشمال، فضلا عن كونه محور هام بين ولايتي الغرب و الشرق الجزائري.
تجدر الإشارة، إلى انجاز دراسة شاملة لتحديد المقاطع الخطيرة و إحصاء جميع النقاط السوداء على امتداد الطريق، للتقليل من خطر الحوادث المميتة و تسهيل حركة المرور عبرها و جعلها أكثر انسيابية، بالإضافة إلى تسجيل عمليات مستعجلة لتفادي الازدحام المروري و مسببات حوادث الاصطدام و انحراف المركبات، مع العلم بأن محور طريق البرج المسيلة يعرف حركية كثيفة للمركبات من مختلف الأحجام و الأصناف.
ع/ بوعبدالله