دعا أعضاء بالمجلس الولائي، لتدخل والي ولاية عنابة و كذا وزارة الصحة، لإعادة بعث نشاط قسم القسطرة المتوقف بمستشفى ابن سينا الجامعي، منذ عامين، حيث تسبب هذا التوقف في معاناة كبيرة للمرضى و زيادة العبء على مصلحة طب القلب و الشرايين بسبب طول مدة الاستشفاء.
و أكد أعضاء بالمجلس الولائي في الدورة المنعقدة، بداية الأسبوع، على أن عدد المرضى و ذويهم قدموا رسائل تدخل من أجل إنقاذ حياتهم، كون عمليات إزالة انسداد الشرايين تتطلب إجراءها بشكل مستعجلة بعد تفويت فرصة العلاج عن طريق الأدوية و استغرب منتخبون سبب طول مدة توقف قسم القسطرة، رغم تقديم حلول لإعادة اقتناء تجهيزات متوقفة، حيث كانت مصلحة طب القلب و الشرايين رائدة في هذا المجال على المستوى الوطني و سمحت عمليات إزالة انسداد الشرايين بإنقاذ حياة المئات من المرضى، مع توفر جراحين من المستوى العالي.
و تشير مصادرنا، إلى أنه و بعد توقف أغلب قاعات العمليات بمصلحة جراحة القلب بعنابة، تحول أغلب الجراحين للعمل بالعيادات الخاصة و رغم تغطية مصالح الضمان الاجتماعي لتكلفة إجرائها بالنسبة للمؤمنين اجتماعيا لدى الخواص، إلا أنها تتطلب وقتا لإجرائها بسبب طول الإجراءات الإدارية المتعلقة بالتعويض، إلى جانب عدم توفر أحيانا « لستانت» و هي قطع معدنية تستخدم لتوسيع الشرايين و إزالة الانسداد.
من جهته والي عنابة، تعهد بالتدخل العاجل لإيجاد حل لمشكل توقف نشاط قسم القسطرة، المتخصص في إزالة انسداد الشرايين، كونه يستقبل المرضى من جميع الولايات الشرقية .
و تشير إدارة المركز الاستشفائي الجامعي، إلى أنها اقتنت جهازا متطورا خاص بعمليات القسطرة، تبلغ قيمته 14 مليار سنتيم، فيما لم يوضع حيز الخدمة لحد الآن، لتأخر تهيئة القاعة المخصصة له بمحاذاة الاستعجالات الطبية «فرانس فانون»، حيث خصصت إدارة المستشفى قسما قريبا من الاستعجالات لإجراء العمليات الجراحية المستعجلة، لربح الوقت و إنقاذ المرضى، بدل تحويله إلى المستشفى الذي يبعد بحوالي 800 متر، إلى جانب تواجد غرفة العمليات في الطابق الرابع.
و جاء اقتناء الجهاز الطبي الجديد الذي يواكب التطورات الحاصلة في مجال جراحة القلب، حسب المديرية العام للمستشفى الجامعي، للتكفل بالمرضى الذي يعانون من انسداد الأوعية الدموية للقلب و بمختلف الفئات العمرية من الوافدين من الولايات الشرقية المجاورة.
و في سياق متصل، اشتكى مرضى من عدم توفر القطع المعدنية» ليستانت» المستخدمة في عمليات جراحة القلب و التي أصبحت غير متوفرة بالشكل الكافي على مستوى الصيدلية المركزية، بحيث يؤدي عدم توفرها إلى توقف العمليات الجراحية، بسبب التذبذب في توريد هذا النوع من القطع الطبية، ما تطلب وقتا لتلبية المورد للطلبية، خاصة و أنها تستورد من الخارج. و حسب الدكتور، محمد موفق، للنصر، فإن عملية القسطرة تتمثل في تمرير جهاز دقيق على مستوى الفخذ، يوفر خيارا غير جراحي لإصلاح الصمام التاجي و إزالة الانسداد على مستوى الشرايين و الأوعية الدموية المرتبطة وظيفيا بالقلب، للمرضى الذين يعانون من آثار الارتجاع الوظيفي و الانتكاسي لحركة الدم في القلب.
تجدر الإشارة، إلى أن المستشفى الجامعي بعنابة، فقد في الأشهر الماضية، أحد أعمدة جراحة القلب بالولاية و الجزائر ككل، بوفاة رئيس المصلحة البروفسور، بن عثمان مولود، الذي كان حريصا على عمل جميع الأقسام و منها الجراحة، حيث ساهم في تكوين جيل من أطباء القلب و الشرايين على مدار سنوات.
حسين دريدح
