يعتبر الممثل مبروك فروجي ، أن غزارة الإنتاج الدرامي هذه السنة أبانت عن وجود مشكل كبير في الجانب التقني و نقص محسوس في المورد البشري المتخصص في التركيب والصوت و الصورة و غيرها.
وفي حوار مع النصر قال الفنان أنه خرج أخيرا من دائرة الأدوار الجادة التي عرف بها لسنوات، ليطل على الجمهور رمضان الجاري بشخصيات مختلفة، و هي خطوة كان يسعى لتحقيقها منذ سنوات ، كما كشف عن دخوله مجال الإخراج السينمائي بعد الشهر الفضيل.
حاورته /وهيبة عزيون
النصر: تطل في رمضان بثلاث شخصيات مختلفة، كسرت من خلالها ذلك القالب الذي اعتاد أن يراك فيه المشاهد، حدثنا عن تلك الأدوار ؟
مبروك فروجي : كما تلاحظون، الأدوار التي تقمصتها سواء في مسلسل 7 حجرات أو الجزء الثاني من "يما" و حتى ظهوري في بعض حلقات "لكازا دل كمال" ، هي أدوار مختلفة في بنيتها و لأول مرة أحيد عن القالب التمثيلي الذي تعود عليه الجمهور بشخصية الإنسان الجاد و المحترم ، فمثلا في مسلسل "يما" أتقمص دور الإنسان السلبي المحب للمال ، و في "كازا دل كمال" أطل بشخصية فكاهية مرحة ، و أعتبر نفسي قد نجحت في كسر تلك الصورة النمطية و حان وقت تغيير الصورة التي طبعتني لسنوات سواء لدى المتلقي أو عند المنتجين و المخرجين الذين ساهموا في حصري في أدوار معينة.
كثـرة الأعمال الدرامية كشفت عن نقص كبير في الجانب التقني
. هذه السنة هناك غزارة في الإنتاج الدرامي، ما هو العمل الذي شد انتباهك؟
- أعتبر هذه الغزارة مؤشرا إيجابيا ، و حسب رأيي المتواضع مستوى الأعمال المقدمة يتراوح بين الحسن و دون المتوسط ، و قد كان للأزمة الاقتصادية دور كبير في إنتاج هذا العدد من الأعمال ، و التي توقف تصوير الكثير منها السنة الماضية بسبب الحجر ، وعن الأعمال التي شدت انتباهي أصارحك أن الوقت لم يسمح لمشاهدتها كلها، وسألجأ إلى موقع يوتيوب لمتابعتها بعد رمضان لذلك أنا حاليا أنا أكتفي بمتابعة سلسلة "طيموشة" و كذلك الأيام الذي أشارك فيه .
. يرى الكثير من النقاد أن استقطاب الدراما للوجوه المسرحية مؤخرا قد منح وزنا للإنتاج الدرامي ، هل تؤيد هذا الطرح؟
- نعم و إلى حد كبير، فالممثل المسرحي هو إضافة كبيرة سواء للدراما أو السينما ، لأن شخصيته الفنية مكتملة الملامح ، فالركح يصقل الموهبة الفنية و يمنحها الروح ، و بعيدا عن الجزائر لقد صنع المسرح في مصر نجوم الدراما فمثلا أبطال مدرسة المشاغبين هم نجوم الصف الأول لسنوات في العالم العربي ، و الفضل يرجع للخشبة.
. نشهد مؤخرا اقتحام مؤثرين و نجوم مواقع التواصل الاجتماعي لمجال التمثيل، و كثيرا ما تمنح لهم الأولوية في البطولة على حساب أسماء فنية معروفة، ما هو انطباعك لما يحدث؟
-بالنسبة لي الأمر مقبول ، ففي كل الحالات علينا أن نؤسس لجيل جديد يكون خلفا لنا ، لكن المؤسف أن المنتجين و حتى المخرجين أصبحوا يختارون الشخصيات و تحديدا أدوار البطولة لمن لهم أكبر عدد من المتابعات على المنصات الرقمية دون الاهتمام بالموهبة، حتى أصبح قانون العرض و الطلب هو المسيطر على سوق الإنتاج الدرامي ، مقابل تهميش و إقصاء الإطار الفني.
.هل يتقبل مبروك فروجي أن يسند له دور غير أساسي بينما تمنح البطولة لأحد هؤلاء المؤثرين، و هل تسدي لهم التوجيهات و النصائح المهنية؟
-كما قلت سابقا لا أرى أي إشكال في الأمر ، لأنه علينا دوما منح الفرصة للمبتدئين ، أتذكر جيدا كيف أسند لي دور البطولة في بداياتي في الليالي البيضاء و عملت حينها مع قامات فنية كبيرة، مبروك فروجي لا يهمه الدور الممنوح له بقدر ما يهمني كيف سأتقمص الشخصية بكل تفاصيلها و أهتم كثيرا لطريقة أداء من يشاركني التمثيل بغض النظر عمن يكون ، و أنا حريص على تقديم التوجيهات خاصة للمبتدئين.
أخيرا تخلصت من قالب الشخصية الجادة
. يتواصل تصوير مجموعة من الأعمال الرمضانية بالتوازي مع بثها، على غرار سلسلة 7 حجرات الذي تشارك فيه ، لماذا لم تجهز الأعمال؟
-الكثير من المسلسلات لم تجهز و منها ما هو جاري تصويره و تركيبه حاليا، و حسب رأيي سببه الغزارة في الإنتاج التي كشفت عن وجود مشكل أصبح يطرح و بحدة هو النقص الفادح في التقنيين، فما هو موجود لا يتعدى 15 بالمئة، و حاليا المسلسلات التي لم تستكمل يجري تصويرها في ظروف استثنائية وسط ضغط كبير لإتمام الحلقات المتبقية.
.ما هو حسب رأيك سبب هذا العجز في التقنيين المتخصصين؟
-حسب رأيي، غياب التأطير هو أهم سبب في عدم وجود مختصين في المجال التقني لإنتاج الأعمال، وبمختلف تخصصاتهم من الصورة إلى الصوت و الإضاءة و غيرها ، هناك طاقات و مواهب لكن يجب الاهتمام بها و الأخذ بيدها ، فمثلا من خلال الورشات التي أنظمها في ولاية باتنة فوجئت لوجود شباب لهم قدرات كبيرة في مجال تركيب الصور و استخدام المؤثرات ، و هذا مثال بسيط، و مع التطور التكنولوجي وما رافقه من انفتاح، زاد عدد الشباب المولع بهذا العالم و هم يحتاجون الدعم و الدفع.
. تراودك منذ سنوات فكرة الإخراج السينمائي ، هل نضجت الفكرة و هل ستجسد قريبا على أرض الواقع؟
-الفكرة أصبحت جاهزة تنتظر التجسيد ، و سأشرع قريبا في تحقيقها مباشرة بعد رمضان ، و البداية ستكون بفيلم سينمائي قصير كأول تجربة لي في الإخراج السينمائي بعدما كانت لي تجربة مع الإخراج المسرحي قبل سنوات.
سأخوض تجربة الإخراج السينمائي لأول مرة
. ماهي مشاريعك بعد رمضان سواء في المسرح ، التلفزيون و السينما؟
- في السينما لدي ستة أفلام غالبيتها ثورية خرجت إلى النور قبل أشهر ، آخرها كانت في شهر أفريل المنصرم بعنوان " صليحة ولد قابلية" ، و بعد رمضان كما سبق و كشفت، سأخوض تجربة الإخراج السينمائي ، أما في التلفزيون هناك الكثير من المقترحات و هي قيد الدراسة. على الركح و بعد مسرحية رهين المعروضة مؤخرا ، ستكون لي تجربة مع تعاونية الأحرار لولاية تبسة لإنتاج عرض جديد.
.كيف يقضي مبروك فروجي يومياته الرمضانية؟
-كأي مواطن بسيط أذهب للتسوق لاقتناء حاجيات البيت ، كما أتشارك مع أفراد العائلة بعض أفكار الطبخ و أساعد أحيانا في تحضير طاولة الإفطار و غسل الأواني .
. هل هناك طبق يفضله مبروك في رمضان؟
- أنا من عشاق شربة الفريك إلى جانب "بوراكة" يوميا، أما باقي الاطباق فلا تغريني إطلاقا و أترك حرية الاختيار لزوجتي لتعد ما تبقى من مائدة الإفطار، و من هذا المنبر أوجه شكري لكل النساء و ربات البيوت اللواتي يبذلن جهدا لإسعادنا في رمضان.
و/ع