تلقى الحلويات من نوع «كروكو كاراميليزي» التي تعرضها عائلة كعوان بمحلها الشهير في المدينة العتيقة بسكيكدة إقبالا كبيرا وبالأخص في شهر رمضان، نظرا لذوقه المتميز الذي يخفي سر صنعة يرفض كبير العائلة الكشف عنها، أكسبت حلوياته هالة و شهرة واسعة، جعلت الطلب عليها يتعدى حدود ولاية سكيكدة ليمتد إلى باقي ولايات الوطن كالعاصمة وعنابة و قسنطينة.
كمال واسطة
كما وصلت شهرة «الكروكو كاراميليزي» إلى خارج الوطن ليسافر و دون تأشيرة إلى قارات أوروبا وآسيا وأمريكا، وأصبح أجانب من فرنسا و إسبانيا وكندا يحرصون على اقتنائه كلما أتيحت لهم الفرصة، فيما كان انهبار الصينيين بذوقه أكبر ما جعلهم يقبلون على شرائه بقوة و بكميات كبيرة تسافر معهم إلى بلدهم.
صنعة تتوارثها العائلة منذ حوالي قرن
ولمعرفة السر وراء اقبال الزبائن على شراء هذا «الكروكو» انتقلنا إلى المحل الذي يصنع ويباع فيه لصاحبه عمي علي كعوان والكائن بالمدينة القديمة، كعوان استقبلنا بمملكته أين سرد حكايته وعائلته مع صنع هذا النوع من الحلويات الذي ورثه وتعلمه كما قال من والده عندما كان يمارس هذه الحرفة في سنوات الثلاثينات في حي النابوليتان، وفي سنة 1960 انتقل إلى المكان الحالي لكن وبسبب كبر سنه توقف عن ممارسة النشاط منذ حوالي عشر سنوات وسلم المشعل لأبنائه وشقيقه الذين يتكفلون بصناعة وإعداد «الكروكو» ومختلف الحلويات الجافة.
وأظهر لنا عمي علي مجموعة من القصع الخشبية تزين محله عمرها يزيد من 40 سنة ولوحة زيتية أهداها له فنان تشكيلي تظهر مجموعة من العمال يقومون بتحضير العجينة وطهي الخبز.
وعن كيفية تحضير وصنع «الكروكو» شرح لنا المتحدث أنه يستعمل مقادير معينة لتحضير العجينة منها الفرينة، والسكر و الزبدة، ونصف لتر من الزيت وكمية من البيض و منكه الحلويات «فاني» حسب الكمية المراد تحضيرها، ويحرص أن تكون العجينة في الأخير مرنة لكن تبقى أشياء أخرى تدخل في صنعه سر لا يمكنه البوح بها ويحتفظ بها لنفسه ولأبنائه وشقيقه فقط.
وأضاف أن البعض من الشباب تعلم على يده هذه الحرفة وفتحوا محلات بمفردهم لكن ذوق «الكروكو» الذي يصنعونه يختلف تماما عما يصنعه في محله، قائلا «ربما قد يتشابه ما يعرضونه في الشكل وحتى اللون مع حلوياتي لكن يستحيل أن يكون بنفس ذوق ما يصنع بمحلي» كما أن الكثير من الزبائن عندما يقصدونه يخبروه أنهم اقتنوا هذا النوع من الحلويات من بقية المحلات بنفس الشكل واللون لكنه يفتقد للنكهة والذوق «الكاراميليزي» ولهذا تجدهم يقبلون دائما على محل كعوان لاقتناء ما يحتاجونه من هذه الحلويات.
زبائن من مختلف الولايات ومحاولات تقليد فاشلة
وأضاف المتحدث أن الزبائن يأتون من مختلف الأحياء السكنية بمدينة سكيكدة وحتى من البلديات المجاورة كالحروش، كما أن شهرة «الكروكو» تعدت حدود اقليم الولاية وهناك زبائن دائمون من العاصمة و قسنطينة وعنابة يأتون خصيصا إلى سكيكدة لأخذ طلبياتهم بين 7 و8 كلغ.
ولم تتوقف شهرة «كروكو كاراميليزي» على أرض الوطن وإنما تعدت الى خارجه وأكد عمي علي كعوان أن الأجانب من فرنسا واسبانيا وكندا أعجبوا كثيرا بمذاقه وأصبحوا يقتنونه باستمرار وخاصة من طرف الصينيين الذين يعملون هنا بالجزائر يحرصون على أخذ كميات كبيرة وأبدوا له اعجابهم الكبير بمذاقه، لهذا يحرصون على شرائه بكميات هائلة ويأخذون معهم أكياس بين 30 و40 كلغ إلى عائلاتهم عند عودتهم لبلدهم.
وبدورهم الأطباء ومرضى السكري يقبلون كما يقول محدثنا على شراء هذه الحلويات بكثرة بسبب انخفاض نسبة السكر به، وبينما أرجع تسمية «كروكو كاراميليزي» لكونها مشتقة من كلمة كاراميل لأن ذوقه ولونه يميل لنكهة الكراميل، أضاف علي كعوان أن صلاحيته تمتد إلى ثلاثة أشهر، حيث يبقى محافظا على جودته ونكهته.
وخلال تواجدنا بالمحل صادفنا مجموعة من النسوة أكدن بأنهن زبونات دائمات ويحرصن على اقتناء «كروكو» كعوان بصفة دائمة خاصة في شهر رمضان ويجدن متعة كبيرة في تناوله مع الحليب سواء عند الفطور أو في السحور خاصة وأنه خفيف وسهل الهظم، بينما أكدت أخريات أنهن يقبلن عليه في كل الأوقات وخاصة الأعياد والمناسبات بسبب جودته وذوقه الذي لا يقاوم.
و قال المتحدث أن كثيرين اقترحوا عليه تصنيع «الكروكو» وتسويقه في أكياس مثلما هو الحال بالنسبة لعدة ورشات ناشطة في المجال، لكنه رفض الفكرة وأفضل كما يضيف مواصلة صنعه بكميات معينة وتسويقه في محله فقط.
ك. و