أمر والي عنابة، جمال الذين بريمي، أول أمس، بوضع مخطط استعجالي بداية من هذا الأسبوع، لوضح حد لتفاقم انتشار الناموس بعاصمة الولاية و ضواحيها، مع ارتفاع درجة الحرارة و حلول موسم الاصطياف.
و أعطى والي عنابة تعليمات لدى إشرافه على جلسة عمل، دعا إليها على خلفية شكاوى المواطنين و فعاليات المجتمع المدني، لتقييم عملية محاربة الناموس و اليرقات، باتخاذ إجراءات استعجالية عن طريق جهر الوديان، مجاري المياه و الأقبية و نزع الحشائش التي تساعد على انتشار الناموس لاسيما في المناطق الرطبة و المتضررة، إلى جانب استغلال عتاد جديد جاهز لرش المبيدات و تكثيف المجهودات المبذولة .
كما أمر بريمي بتشكيل هيئة تعنى بمتابعة عملية محاربة الناموس على المدى القصير و المتوسط و الطويل و تحديد الكفاءات البشرية اللازمة، مع إشراك مؤسسة عنابة نظيفة في عملية رش المبيدات و تدعيم بلديات الولاية المتضررة بالعتاد اللازم و الاستعانة بالخبرات العلمية و البحثية المختصة الجامعية لضمان الفعالية و النجاعة، بالإضافة إلى إشراك المجتمع المدني في عمليات التنظيف و التطهير و الحفاظ على المحيط، لمنع تكاثر مختلف أنواع الحشرات و التنسيق مع المصالح التقنية المختصة في العملية.
و أرجعت المصالح المكلفة بمحاربة الناموس خلال الاجتماع مع والي الولاية، سبب انتشار الحشرات و القوارض التي تعرف تزايدا نتيجة لارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف، إلى خصوصية ولاية عنابة باحتوائها على الكثير من المناطق الرطبة التي تعد من العوامل الأساسية لانتشار الناموس، إلى جانب عوامل أخرى تتعلق بعدم تنظيف الوديان بشكل جيد و تعمد المقاولات ترك مخلفات عملية الجهر على ضفافه، بالإضافة إلى ربط شبكة المياه القذرة الخاصة بالأحياء الفوضوية المجاورة للواد مباشرة، مما زاد من تعقيد الوضعية البيئية.
و قد أصبح الانتشار الرهيب للناموس، الشغل الشاغل للعنابيين في الأيام الأخيرة، في ظل وجود مخاطر الإصابة بفيروس كورونا، وكذلك عدم وجود بديل للعائلات للخروج ليلا هروبا من لسعاته، مع ارتفاع استهلاك و استخدام المبيدات الحشرية بمختلف أنواعها، دون أن تعطي نتائج في محاربة هذه الحشرة المزعجة.
و انتقد مواطنون عجز البلديات في تكثيف عملية الرش للقضاء على الناموس في الأقبية و المجاري المائية، إلى جانب تفويت فرصة القضاء على اليرقات في ذروة تكاثرها، ما أدى إلى تشكل جيوش يصعب محاربتها. و أمام نقص حملات الرش، أصبح الناموس، حسب السكان، يتسبب في أضرار و إزعاج لا يُحتمل خاصة عند الأطفال.
من جهته أوضح مدير البيئة لولاية عنابة، عمر خابر، في اتصال بالنصر، بأن الإشكالية في انتشار الناموس، هي وجود مصادر كبيرة لتكاثره على مستوى الأقبية و المسطحات المائية الراكدة و كذا مجاري المياه القذرة، رغم وجود برامج للرش و المكافحة تبقى محدودة، حيث تقوم البلديات و مؤسسة عنابة نظيفة بحملات للرش بشكل دائم، لكن يبقى الإنسان المتسبب في انتشاره. وكشف خابر، عن إجراء دراسة بالتنسيق مع جامعة عنابة، أشرفت عليها باحثة في مجال البيئة، خلصت إلى أن تكاثر اليرقات يكون طوال العام و ليس في شهر أكتوبر من فصل الخريف، حيث يشاع ضرورة محاربة يرقات الناموس في هذه الفترة، من أجل القضاء عليها و منعها من التكاثر، حيث أثبتت الدراسة أن هذه الحشرة تتكاثر طوال السنة، ما يستوجب على المصالح المعنية محاربتها سواء عند التبويض بمكان تكاثرها أو بنقاط تواجدها. حسين دريدح