أحصت مديرية المصالح الفلاحية بأم البواقي، انخفاضا كبيرا في إنتاج المحاصيل الكبرى، بسبب التراجع المسجل في التساقطات المطرية و خلف هذا التراجع عزوفا وسط الفلاحين الذين باتوا يرفضون دفع محصول مادة الشعير و توجيهه للسوق السوداء، حيث وصلت قيمة القنطار الواحد إلى 6 آلاف دينار و من المتوقع أن تحدث أزمة في توفير البذور للموسم الفلاحي القادم، مع تهديد ذلك للثروة الحيوانية في غياب الأعلاف.
رئيس مصلحة تنظيم الإنتاج و الدعم التقني بمديرية المصالح الفلاحية بأم البواقي، عمارة فيصل، كشف في لقائه، أمس، بالنصر، عن إحصائيات تخص الموسم الفلاحي الحالي، أين تم تسجيل بلوغ المساحة المزروعة لـ216 ألفا و 500 هكتار، موزعة على مختلف المحاصيل الكبرى على غرار القمح الصلب بـ63 ألفا و 500 هكتار و القمح اللين بـ50 ألف هكتار و الشعير 102 ألف هكتار و الخرطال 970 هكتارا و الترتيكال 30 هكتارا و مقارنة بإحصائيات الموسم الماضي، تجاوزت المساحة المزروعة الأرقام السابقة ب500 هكتار، وسجل هذا الموسم إقبال من طرف مكثري البذور على المحاصيل الكبرى، بزراعة مساحة تفوق 11 ألف هكتار، تضم القمح الصلب بـ4079 هكتارا و القمح اللين بـ3181 هكتارا والشعير بـ3753 هكتارا و الخرطال بـ55 هكتارا و هي المساحات التي تجاوزت مساحات العام الماضي ب1781 هكتارا، أين استقرت العام الماضي عند 9230 هكتارا.
وبلغ معدل كمية التساقطات المطرية هذا الموسم 150 ملم و هو رقم عرف تراجعا كبيرا، مقارنة بالعام الماضي أين تجاوز معدل تساقط الأمطار 267 ملم، ووصلت كمية التراجع لـ117 ملم و هو رقم انعكس بشكل سلبي على إنتاج المحاصيل الكبرى بالولاية.
و سجلت مديرية الفلاحة على لسان رئيس مصلحة تنظيم الإنتاج والدعم التقني عمارة فيصل، اقتناء الفلاحين لـ156 ألفا و 814 قنطارا من البذور على مستوى تعاونيتي الحبوب بأم البواقي و قدرت كمية الأسمدة التي بيعت للفلاحين بـ36 ألف قنطار، في حين تم تخصيص 7965 قنطارا من المواد الكيميائية الموجهة لمحاربة الأعشاب الضارة.
و كشف المتحدث بأن المساحة التي مسها الجفاف قدرت بـ 153 ألف هكتار من أصل 216 ألف هكتار تم زرعها، موزعة على المنطقتين الشرقية والغربية للولاية، مع تسجيل تضرر أكبر نسبة من المساحات في المنطقة الشرقية للولاية، ولو أن محيط السقي بأولاد حملة أنقذ 2700 هكتار من المساحات المزروعة، ووصلت مساحة المحاصيل التي تضررت بفعل تساقط حبات البرد لنحو 4 آلاف هكتار، وتقلصت المساحات الصالحة للحصاد اليوم إلى 60 ألف هكتار.
محدثنا أشار إلى أن عملية الحصاد الجارية مست لغاية يوم أمس، 30 ألف هكتار من المساحات المعنية بالحصاد بما نسبته 50 بالمائة، مبينا بأن كمية الحبوب التي تم جمعها بلغت 188 ألف قنطار، في الوقت الذي بلغت توقعات الإنتاج 400 ألف قنطار، وقدرت كمية الحبوب التي سيتم جمعها 275 ألف قنطار، وتم في هذا الإطار تشجير 19 نقطة مخصصة للجمع بقدرة استيعاب تصل إجمالا مليون و900 ألف قنطار.و في تقييمه للموسم الفلاحي الحالي، بين المتحدث بأن الأرقام عرفت تراجعا كبيرا، فخلال السنة الماضية قدرت الكمية التي تم إنتاجها بمليونين و800 ألف قنطار تم منها تخزين مليون و180 ألف قنطار، وخلال هذا الموسم تم تخصيص ما نسبته 50 بالمائة من المساحات المزروعة لمادة الشعير، سعيا وراء تغطية حاجيات الثروة الحيوانية، وكذا توفير مخزون كاف للموسم القادم من البذور والأعلاف، وسجل في مقابل ذلك عزوف وسط الفلاحين عن دفع محصولهم من هذه المادة، وتوجيهها بدلا من ذلك للسوق الموازية نتيجة للثمن المرتفع هناك، أين يصل سعر القنطار الواحد إلى 5500 دينار على عكس السعر الذي تطرحه التعاونيات والمقدر ب2500 دينار للقنطار الواحد.
و على خلاف الأرقام المتراجعة للموسم الحالي، فقدت جندت مديرية المصالح الفلاحية كل الظروف لإنجاح حملة الحصاد والدرس، انطلاقا من فتح 19 نقطة لتجميع الحبوب، وكذا تسخير 683 حاصدة و44 شاحنة و900 شاحنة أخرى تابعة للخواص وكذا تسخير 970 آلة جمع ودرس وألف صهريج و872 آلة حش و1600 عربة جرار و2860 جرارا. أحمد ذيب