أحيت السلطات المحلية في بلدية الدوسن بولاية أولاد جلال، أول أمس الخميس، الطبعة التاسعة لمهرجان البوازيد التاريخي الثقافي، الذي يخلد ذكرى ثورة العامري التي جرت أحداثها في 11 أفريل من سنة 1876، تحت شعار ذاكرة تتحدى الزمن ووحدة تلهم المستقبل. وذلك تحت إشراف الوالي، عبد الرحمان دحيمي، والسلطات المدنية وعدد كبير من المسؤولين المحليين وسكان المنطقة. وبعد قراءة فاتحة الكتاب ووضع إكليل من الزهور على النصب التذكاري، قدم مدير المجاهدين بالولاية، كلمة حول الذكرى التاريخية التي تعتبر حلقة غير منفصلة عن تاريخنا الوطني الزاخر بالمقاومات الشعبية في وجه المستعمر الغاشم وقدم من جهته مدير الشؤون الدينية، مداخلة استعرض من خلالها، عظمة الملحمة التاريخية التي شكلت ثورة البوازيد، إحدى الأيقونات التي تزين النضال الوطني. وبعد الإعلان الرسمي عن انطلاق فعاليات مهرجان البوازيد التاريخي الثقافي، توجه والي الولاية والوفد المرافق له، نحو التعاونية الفلاحية، أين تم عرض مختلف المنتوجات الفلاحية، إلى جانب جناح خاص بتاريخ واحة العامري والدوسن، تم عرض فيه وثائق ومخطوطات تعود إلى سنة 1876، إضافة إلى أرشيف متنوع من صور ومخطوطات تحاكي حقبة مهمة من تاريخ المنطقة، بالإضافة إلى بعض المقتنيات التقليدية الخاصة بالفروسية والتي تشكل موروث أجدادنا الأوائل، إلى جانب عروض مختلفة من الكتب والسلاسل الأدبية، تم عرضها من طرف مكتبة المطالعة العمومية بالدوسن. وفي إطار إحياء الذاكرة التاريخية والتركيز على أبعادها الأكاديمية وتكريما لدور الثورات والمقاومات الشعبية في تاريخ الجزائر النضالي، أُقيمت محاضرة جمعت نخبة من الباحثين والدكاترة، لتسليط الضوء على مختلف جوانب المقاومة الشعبية بواحة العامري التي تعد حلقة من حلقات المقاومة الشعبية ضد المحتل الفرنسي، منذ أن وطأت أقدامه هذه الأرض الطاهرة. وسلطت المحاضرة التاريخية، الضوء على البعد التاريخي والملحمي لثورة العامري، باعتبارها أحد المحطات التاريخية في المقاومات الشعبية الجزائرية، حيث استطاع، الدكتور، هواري مختار، وضع الحضور في مشهد ما قبل وأثناء وبعد الملحمة التاريخية . وفي مداخلته، عرج، الأستاذ، علي أجقو، على أهمية مواكبة السلطات المحلية لموضوع توثيق الإرث التاريخي لانتفاضة العامري، بما يضع الجمهور في سياق التعرض لأسبابها والآثار التاريخية التي خلفتها سلطات الاحتلال على سكان الواحة، من تقتيل ومصادرة للأملاك وضرائب ونفي إلى مناطق بعيدة في الوطن وأخرى خارجه، مثل ما حصل للبوازيد الذين تم نفيهم إلى كاليدونيا الجديدة وصنوف التعذيب التي تعرض لها هذا المكون من الشعب
الجزائري. ع/بوسنة