لا يزال مصطافون يتوافدون باستمرار على شواطيء البحر بسكيكدة من أجل السباحة والاستجمام، خارقين بذلك قرار الغلق الذي أصدره والي الولاية الأسبوع الفارط ضمن الإجراءات الوقائية لمجابهة تفشي جائحة كورونا، حيث لم يعد الكثير من المتوافدين على البحر يبالون بهذا القرار ويرفضون الامتثال لتعليمات المنع في ظل ارتفاع درجة الحرارة.
النصر قامت بجولة عبر بعض الشواطيء بسكيكدة لرصد مدى احترام المواطنين لمنع السباحة، وكانت البداية بشواطئ الجنة، ماركات، العسكري، وبيكيني، أين لاحظنا حركة نشطة على مستوى الكورنيش لا سيما في الفترة المسائية، بينما تخلو الشواطئ من المصطافين بسبب الرقابة الصارمة لمصالح الأمن، ورغم ذلك كنا نلحظ من حين لآخر تسلل أشخاص للسباحة خفية عن أعين الشرطة.
واصلنا رحلاتنا إلى الشواطئ الصخرية بداية من شاطيء مولو الصغير، أين وجدنا إقبالا لافتا للمواطنين والعائلات ليس فقط من إقليم ولاية سكيكدة بل وحتى من ولايات مجاورة كقسنطينة، أم البواقي وسطيف وبرج بوعريريج.
وكلما تقدمنا أكثر نحو الشواطئ الصخرية، كلما وجدنا حركية في الطريق المؤدي إليها، تجعل الزائر يعتقد أنها مستثناة من الغلق كما هو الحال في المحجرة، "ميرامار" والشاطئ الكبير، حيث صادفنا مواطنين من مختلف الأعمار وحتى عائلات يمارسون السباحة بصفة عادية. تقدمنا من بعض الشباب لنستفسر عنهم عن سبب مجيئهم للبحر رغم قرار الغلق، فأكدوا أنهم أتوا من إحدى ولايات الشرق وقد فضلوا أن يقصدوا الشواطئ الصخرية بسكيكدة بعد أن سمعوا، حسبهم، بأنها غير محروسة وبأن السباحة فيها ممكنة، كما ذكروا أن البحر يستهويهم ولا يمكنهم تفويت فرصة العطلة السنوية للتمتع به، متجاهلين خطورة وباء كورونا وحجتهم في ذلك أن مياه البحر "مطهرة ولا يمكن أن تلحق بهم ضررا". اقتربنا من عائلة وجدنا أفرادها يتجاذبون أطراف الحديث والبعض الآخر منهمك في السباحة، حيث قالوا بأنهم من ولاية سطيف و جاءوا في زيارة لأقاربهم بسكيكدة، فاستغلوا الفرصة لتنظيم زيارة للبحر والسباحة فيه، مؤكدين أن اختيارهم لهذه الوجهة و بالتحديد الشواطئ الصخرية جاء من منطلق أنها غير محروسة رغم أنها ممنوعة للسباحة، مضيفين أنهم أخذوا كامل احتياطاتهم بعدم المغامرة والابتعاد عن البحر.واصلنا السير باتجاه شاطي المحجرة أين وجدنا عائلات بأكملها منهمكة في السباحة دون أدنى احترام لقرار الغلق.
كمال واسطة