يشتكي سكان حي بوليف العلوي، أحد الأحياء الراقية بالضاحية الغربية لمدينة القالة في ولاية الطارف، من العزلة المضروبة عليهم و الصعوبات التي يواجهونها في إيصال حاجياتهم، بسبب تدهور حالة الطرقات التي توجد في وضعية كارثية، على حد وصفهم.
و قال ممثلون عن السكان في حديث مع «النصر»، إن حياتهم باتت لا تطاق بالنظر للمتاعب التي يتكبدونها في الالتحاق بسكناتهم بفعل تدهور حالة الطرقات التي تصلح لكل شيء إلا للسير عبرها، ما تسبب في تعرض مركباتهم لأعطاب، في حين يعزف أصحاب سيارات الأجرة و «الفرود» عن إيصالهم للحي بسبب وضعية الطرقات المزرية التي يصعب على الجرارات دخولها، حسب قولهم، في حين تتفاقم المعاناة مع المشكلة في الحالات الطارئة، حينما يجد السكان صعوبة في نقل مرضاهم أو دفن موتاهم.
و دق السكان ناقوس الخطر من مغبة حدوث ما لا يحمد عقباه جراء اتساع رقعة الانزلاقات الأرضية التي تسببت في تصدع سكناتهم في العمق و تسجيل بعض الانهيارات الجزئية و هو ما تؤكده، حسبهم، خبرة المصالح التقنية التي صنفت بعض البنايات في الخانة الحمراء، بعد أن باتت مهددة بخطر الانهيار، ما دفع بالبعض لإخلاء منازلهم و آخرون قاموا بعرضها للبيع و تأجيرها خوفا على حياتهم، مع تزايد عدد النقاط السوداء للانزلاقات الأرضية التي باتت الكابوس الذي يرعب السكان، حسب قولهم.
و كشفت مصادر مسؤولة ببلدية القالة، عن برمجة عملية واسعة لتهيئة و معالجة النقائص المسجلة بالحي المذكور، من خلال تعبيد الطرقات و إنجاز شبكة الإنارة العمومية و شبكات تصريف مياه الأمطار، حيث مست الأشغال شطرا من الحي، على أن يتم التكفل بالشطر المتبقي على ضوء الملف المرفوع للسلطات المحلية.
و أشارت ذات المصالح، إلى أن أرضية حي بوليف الراقي و السياحي، أنجز فوق أرضية هشة عرضة للانزلاقات و هو ما تؤكده المعاينة الميدانية للأضرار المسجلة على المباني و الطرقات الداخلية و قد صنفت الدراسات التقنية التي أجريت خلال سنوات الثمانينيات، التحصيص إلى 3 مناطق، الجهة العلوية المحاذية للجبل يمنع فيها البناء إطلاقا لنشاط الانزلاقات الأرضية بها بما يساوي 2سنتيمتر كل 10سنوات، فيما حددت مناطق أخرى لمنع البناء فيها أكثر من طابق أرضي و المنطقة الثالثة مرخص للبناء فيها من طابق واحد و أكثر.
و أضافت ذات المصادر، أن جزءا من تحصيص بوليف الجبلي يبقى عرضة لخطر الانزلاقات الأرضية لوجوده بالقرب من الينابيع الجوفية المتدفقة من الموقع الغابي بالجوار و التي تختلط مياهه خلال تساقط الأمطار بالسيول الجارفة و المتدفقة، مسببة أضرارا على بعض المباني و الطرقات و من أجل التخفيف من حدة المشكلة، تم التكفل بإنجاز أحزمة إسناد وقائية، مع تدعيم الشبكات المختلفة و إصلاح الطرقات الداخلية لفك العزلة عن السكان و تسهيل حركة التنقل، فيما تم إصدار قرار بمنع توسعة المباني و إنجاز طوابق جديدة فوق السكنات الحالية، تجنبا لأي أضرار، بالنظر لهشاشة التحصيص المشبع بالمياه الجوفية لجبل بوليف الغابي، كما تعكف البلدية بالتنسيق مع المصالح المختصة، على إعداد دراسة لحماية الحي من مشكلة الانزلاقات.
نوري.ح