تسبّبت الأمطار الغزيرة، والأجواء المناخية المتقلّبة، التي شهدها عدد من ولايات شمال الوطن منذ الليلة قبل الماضية، في هلاك شخصين، جرفتهما المياه، ، و فقدان شخص ثالث بالجزائر العاصمة، إلى جانب تسجيل انهيارات مختلفة وجرف قبور وغرق العديد من الأحياء وانقطاع حركة المرور عبر العديد من محاور الطرقات في عدة الولايات بشمال الوطن.
وأوضح المكلف بالإعلام لدى المديرية العامة للحماية المدنية، النقيب نسيم برناوي، في تصريح للنصر، أن عناصر الحماية المدنية لولاية الجزائر العاصمة تمكنوا صباح أمس من انتشال جثة امرأة تبلغ من العمر 58 سنة، كانت قد جرفتها مياه وادي السحاولة، مساء السبت فيما بقي من كان يرافقها على متن السيارة التي كانا يمتطيانها، في عداد المفقودين، كما تم تسجيل مفقود ثان جرفت المياه سيارته بوادي الغولة في ذات البلدية، قبل أن يتم العثور زوال أمس الأحد، على أحد هذين المفقودين.
وإلى غاية مساء أمس يواصل حوالي 80 عونا للحماية المدنية عملية البحث، عن الضحية الثالثة التي جرفتها السيول عبر فرقة سينوتقنية، بالكلاب المدربة، وفرق الغطس في المناطق الوعرة.
وأشار برناوي إلى أن ذات العناصر قامت خلال الفترة ما بين 23 إلى 24 أكتوبر بعشرات عمليات التدخل تمثلت في إنقاذ الأشخاص المحصورين والعالقين بسبب ارتفاع منسوب المياه وفيضان الأودية، بالإضافة إلى القيام بـما يفوق 130 عملية امتصاص لمياه الأمطار المتسربة لبعض السكنات والمنشآت العمومية والخاصة، مع تسجيل 06 انهيارات جزئية للجدران الخارجية والمنازل القديمة و كذا خسائر مادية تمثلت في سيارات وشاحنات جرفتها السيول وذلك بعدة ولايات من الوطن.
فبولاية الجزائر العاصمة تدخلت ذات العناصر لإنقاذ 09 أشخاص كانوا عالقين ومحصورين بسبب غزارة الأمطار، عبر بلديات درارية و خرايسية و بوزريعة
والحراش، وإخراج سيارات عالقة في كل من بلديات باش جراح و درارية و سطاوالي و خرايسية و الأبيار و بلوزداد و بئر مراد رايس و المرادية و بئر خادم وسيدي موسى و القبة و عين البنيان و الكاليتوس و جسر قسنطينة و حسين داي و بن عكنون و الحراش و العاشور و باب الزوار بالإضافة إلى القيام بعدة عمليات امتصاص مياه الأمطار.
وحسب المتحدث فقد تسببت سيول الأمطار الغزيرة في جرفت العديد من القبور وتعرية ستة منها بمقبرة حي 11 ديسمبر بعين البنيان، مؤكدا بأنه قد تم إعادة دفن الجثامين الذين تعرضت قبورهم للتعرية. ومن جهة أخرى قامت وحدات الحماية المدنية – يضيف مصدرنا - بإنقاذ 18 شخصا عالقين ومحصورين داخل سيارتهم وكذا القيام بعدة عمليات امتصاص المياه المتسربة للمنازل والسكنات والمؤسسات العمومية عبر ولايات كل من وهران و الشلف و غليزان و البليدة و بومرداس و تيسمسيلت و البويرة و تيزي وزو و بجاية و قسنطينة وسطيف وتبسة وغليزان.
وبحسب برناوي فإن ولاية الجزائر العاصمة كانت أكثر المناطق تضررا في البلاد، حيث شهدت ما لا يقل عن 24 بلدية، صعوبات جمة بسبب سيول الأمطار من بينها سحاولة، عين البنيان، وحسين داي، والجزائر الوسطى، وبني مسوس، والشراقة، وباب الوادي، وباش جراح، حيث شهدت حالة من الشلل التام بسبب غرق معظم الأحياء.
وأوضح المتحدث بأن فرق الحماية المدنية، نجحت ليلة السبت إلى الأحد، في إنقاذ مئات الأشخاص العالقين في سياراتهم عبر الطرقات في مختلف أنحاء ولاية الجزائر.
وأدت الأمطار الغزيرة كذلك إلى توقف حركة السير في عدة طرق وطنية وولائية، حيث عاش المواطنون ليلة عصيبة على الطرق وحتى داخل منازلهم.
من جهتها، سجلت مصالح الدرك الوطني، غلق عدد من الطرق الوطنية و الولائية، بسبب الأمطار الأخيرة التي تسببت في ارتفاع منسوب المياه وسيولا بعدد من الولايات.
ع.أسابع
مصالح الحماية المدنية بجيجل لم تسجل أضرارا كبيرة
انزلاق ترابي يغـــلــق الوطــنـي 43 بالعـــوانــة لســاعــــات
تسببت الأمطار المتساقطة بغزارة على ولاية جيجل خلال، الساعات القليلة الماضية، في انزلاق ترابي بمنطقة
«دار بوعياش» و غلق الطريق الوطني رقم 43 بالعوانة غربا، حيث تدخلت مختلف المصالح لفتحها، فيما لم تسجل مصالح الحماية أي خسائر مادية أو بشرية.
الانزلاق الذي حدث عبر هذا الشطر من الطريق، ليلة أول أمس، أدى إلى غلق الطريق الوحيد المؤدي من و إلى الجهة الغربية لمدينة جيجل، حيث تسبب في تعطل حركة سير المركبات و تنقل المسافرين لساعات من الزمن، قبل أن تتدخل مختلف المصالح على غرار الحماية المدنية، ديوان التطهير، الأشغال العمومية، لإزالة الأتربة و فتح الطريق أمام مستعمليه.
و قال سائقون، إنه و في حدود الساعة 11 ليلا و نتيجة للتساقط الكبير للأمطار، تفاجأوا بانهيار ترابي تدريجي و تساقط للحجارة، ما جعلهم يتوقفون عن السير و بعد لحظات تسبب ذلك، حسبهم، في غلق الطريق جراء تراكم الأتربة و أدى الأمر إلى تعطيل السير لساعات من الزمن.
كما تسببت الأمطار الكثيفة المتساقطة، في حدوث حالة من الترقب و الهلع، خوفا من تكرار سيناريو الفيضانات السابقة التي مست الولاية، حيث تجندت مختلف المصالح بالولاية، لمراقبة النقاط السوداء الممكن وقوع فيضانات فيها، كما عمل الديوان الوطني للتطهير بجيجل، على تسريح البالوعات و الوقوف على مختلف منافذ المياه.
و ذكرت المكلفة بالإعلام على مستوى مديرية الحماية المدنية، النقيب أحلام بومالة، أنه و خلال فترة التساقط الكبير للأمطار، تم تجنيد كافة الوحدات للتدخل، حيث لم يتم تسجيل وقوع أضرار كبيرة أو خطر يهدد سلامة المواطنين، ماعدا نداءات لفتح الطريق الوطني رقم 43 بالعوانة، الذي شهد وقوع انزلاق للتربة.
كما سجلت ذات المصالح تدخلا بإحدى العمارات في حي حراثن، من أجل امتصاص المياه التي تدفقت إلى مدخل العمارة و لم تتسبب في وقوع أضرار مادية أو بشرية، بالإضافة إلى تدخلها لمراقبة وضعية دار الحضانة بجوار مديرية التربية و التأكد من عدم تسرب المياه نحوها.
و دعت ذات المصالح، المواطنين و السائقين، للحيطة و الحذر و تجنب التنقل عند تدهور الأحوال الجوية، لتجنب وقوع أضرار خصوصا مع الأمطار المتبوعة بالرياح.
كـ.طويل
خسائر فلاحية و تعطّل للحركة عبر عدة طرقات بسطيف
إنقــاذ 19 شخـصا حاصرتهـم الميــــاه ببلديـــة قجــال
تدخلت مصالح الحماية المدنية بسطيف، فجر أمس، لإجلاء عائلة تتكون من 11 فردا من مسكن غمرته مياه الأمطار و ذلك بقرية «بئر الأبيض» في بلدية قجال، دون تسجيل إصابات خطيرة.
و تسببت الأمطار الرعدية المتساقطة، في الساعات الأخيرة، بعدد من البلديات، في تحول الكثير من الطرقات الوطنية و الولائية و البلدية إلى برك مائية، مع تسجيل خسائر في المنتجات الفلاحية، ما استدعى الاستنجاد بفرق الحماية المدنية من أجل التدخل و لإنقاذ المواطنين ممن علقوا في مركباتهم أو حتى في محلات إقاماتهم.
و في ذات البلدية، تمكنت عناصر الحماية من إنقاذ ثمانية أشخاص آخرين، حاصرتهم مياه الأمطار داخل مركباتهم المتمثلة في سيارتين و شاحنتين من الحجم الصغير، على مستوى الطريق الوطني رقم 75 و بالضبط عند نقطة الطريق الرابط بين مشتة «لمزارة» بدوار «لخلف» و تم إبعاد المركبات عن الخطر، بعد شفط المياه المتساقطة بالطريق.
كما تم إنقاذ 12 رأس بقر و28 رأس غنم على مستوى مرآب خاص بقرية «فيض الحسنة»، حيث لم يتمكن الفلاح من إبعاد المياه عن غنمه إلى غاية تدخل أفراد الحماية المدنية.
و سجلت فرق الحماية المدنية لوحدة العلمة، الكثير من التدخلات لفتح الطريق و تسهيل حركة المرور بعدد من الأحياء، مثل: مشتة جرمان، حي صخري و حي دوار السوق، من خلال فك انسداد البالوعات و امتصاص المياه و دحرها بعيدا عن الأماكن المنخفضة.
كما شهدت البلديتين المجاورتين القلتة الزرقاء و بازر سكرة تدخلات من قبل مصالح البلدية، من أجل فتح الطرقات التي غمرتها مياه الأمطار، خاصة على مستوى قريتي الرحامنة و براو على التوالي.
و لم يختلف الأمر كثيرا في البلديات الأخرى، مثل: أولاد صابر، الدهامشة، بني ورتيلان، عين الحجر و التلة، حيث تدخلت مختلف المصالح لفتح الكثير من الطرقات، خاصة في ظل التساقط المعتبر للأمطار، مصحوبة بحبات البرد.
و قامت مؤسسات النظافة و حظائر البلديات يوم، أمس، بتنظيف مجاري و قنوات تصريف المياه، من خلال إزالة الترسبات و المخلفات القديمة، تحسبا لأي اضطرابات جوية جديدة، خاصة و أن النشرات الأخيرة توقعت استمرار التقلبات و تساقط الأمطار الرعدية في الأيام القادمة.
أحمد خليل