يطمح الشيف توفيق بن زيان، لفتح مدرسة للتكوين في مجال الطبخ التقليدي، و نقل تجربته و خبراته في هذا الميدان إلى الشباب، لأجل نشر و ترسيخ الأطباق الجزائرية الأصيلة، بين الأجيال الجديدة، وبالتالي حماية هذا الموروث اللامادي الذي تزخر به بلادنا و الحفاظ عليه من الاندثار و النسيان.
أوضح الشيف توفيق بن زيان في اتصال بالنصر، أنه من خلال مشروع المدرسة سيعمل على أن يكون الطبخ التقليدي، هو النظام الغذائي المعتمد في بلادنا، خاصة بالنسبة للشباب الذين أصبحوا يميلون أكثر للأكل الخفيف والعجائن ومختلف الأكلات المستوردة المضرة بالصحة، مشيرا إلى أن المطبخ الجزائري غني بالأطباق التي تمتزج فيها معظم الأكلات المتوسطية، و له نكهة مميزة و هو مفيد للصحة، مضيفا بأنه اختار الطبخ التقليدي لهذه الأسباب، خاصة و أنه يريد أن ينقل خبراته للأجيال القادمة.
علاقتي بالطبخ ولدت منذ الصغر بفضل والدتي
بخصوص علاقته بالطبخ، قال الشيف توفيق أنها بدأت منذ الصغر، عندما كان يذهب مع والدته إلى المطبخ و يساعدها في تحضير مختلف الأطباق، و أصبح يحب الطبخ و يمارسه كهواية، لكنه قرر لاحقا التوجه إلى المعاهد المختصة في العاصمة، و تابع تكوينا في هذا المجال و حصل على عدة شهادات، سمحت له بممارسة و تطوير هوايته، لتصبح مهنته الأساسية.
و أضاف المتحدث بأن الوقت لم يسعفه للمشاركة في مسابقات الطبخ، سواء داخل أو خارج الوطن، بسبب انشغاله في العمل في مطبخ المسؤول الأول عن ولاية مستغانم، و أيضا إشرافه على تحضير الأطباق في الأعراس التي تنظم في قاعات الحفلات، مشيرا إلى أنه يتم الاتصال به للمشاركة كعضو في لجان تحكيم مسابقات الطبخ.
رسم لوحات فنية بالفواكه و مكونات الأطباق
لا يكتفي الشيف توفيق بتحضير الأطباق فحسب، بل يرسم لوحات فنية بمكوناتها و يحرص على انسجام ألوان الخضر، مشيرا إلى أن الأطباق التقليدية خاصة، بحاجة إلى لمسات عصرية، لتواكب التطور، فطبق اللحم المحمر، أصبح يضيف إليه حبات زيتون ذات لون بنفسجي، لتضفي عليه نكهة خاصة، و سلطة الأرز التي يكثر تحضيرها في رمضان، أصبح يضيف إليها مبشور التفاح و حبات الرمان لتكتسب ذوقا مميزا.
و من المنتظر أن يساهم المتحدث في تقديم ألذ الأطباق بأجمل الديكورات لضيوف وهران، خلال فعاليات الألعاب الأولمبية المتوسطية هذا الصيف، و بما أنه ينحدر من مدينة مستغانم، قال للنصر، أن أهم أطباق المنطقة تعتمد في تحضيرها على السمك. إلى جانب إبداعاته في مجال الطبخ، يختص بن زيان ، في الرسم على الفواكه التي يعطيها أشكالا تجعل منها لوحة فنية، تضاعف رغبة من يراها في تناولها، و تزين موائد الأسر، خاصة في رمضان، الذي تتغير خلاله سلوكيات الكثيرين، و تفتح شهيتهم بفضل الديكور المميز لمكونات مائدة الإفطار.
و أوضح المتحدث، أن الرسم على الفواكه هوايته المفضلة منذ الصغر، و يعمل على تطويرها دوريا لتواكب كل الأذواق، و في الآونة الأخيرة أصبح يتفنن في رسم وجوه الأشخاص على الفواكه، بعد موافقتهم، وكأنه يعطي للفاكهة هوية من سيتناولها، مبرزا أن الكثيرين تعجبهم رسومات وجوههم فوق الفواكه التي يختارونها، مشيرا إلى أنه بدأ هذا النوع من الرسم على البطيخ الأحمر، و يبتكر كل يوم تقريبا ، طريقة و كيفية جديدة. و للنجاح في الرسم على الفواكه، ينصح الشيف توفيق السيدات، باختيار الفواكه ذات النوعية الجيدة وغير الناضجة كثيرا، حتى يتسنى نحتها بسهولة و تحافظ على شكلها قبل أكلها. و يجب أن تستعمل السيدة سكينا حادا، يساعدها على رسم التفاصيل بدقة، وفق محدثنا، و يمكن بالتالي لربات البيوت أن يقمن بتزيين موائد الإفطار بأشكال جميلة للفواكه، خاصة المتوفرة حاليا، و في مقدمتها التفاح و الموز. بن ودان خيرة