طمأن مدير التجارة لولاية المسيلة، بوفرة المواد الغذائية و عدم وجود أي نقص أو ندرة في الزيت و الحليب و السميد، حيث تتم مراقبة مسار توزيع هذه المواد يوميا، فيما تشهده عدد من بلديات الولاية طوابير يفسرها متابعون بحالة اللهفة و الانسياق وراء الشائعات التي تجري مواجهتها من قبل الجميع بما في ذلك جمعية حماية المستهلك والمجتمع المدني.
و أوضح مدير التجارة، عبد الناصر آيت موسى، للنصر، بأن مسؤولية مواجهة هذه الأزمة جماعية، بالنظر لعدم وجود أي نقص في تزويد الولاية بكميات السميد التي يتم طحنها و توزيعها يوميا عن طريق 8 مطاحن، منها 6 خاصة و مطحنتين عموميتين بكل من عاصمة الولاية و سيدي عيسى، حيث يتم في هذا الصدد إنتاج ما يتجاوز 3400 قنطار يوميا. و تم اتخاذ إجراءات استثنائية في هذه الفترة، بتسطير برنامج توزيع على تجار التجزئة أيضا، بعدما كان الأمر يقتصر على تجار الجملة و هذا بغية توفير هذه المادة عبر جميع المحلات، إلا أن الأمر لم يُزِل حالة اللهفة لدى المواطنين.
وطمأن المسؤول بأن مخزون القمح بتعاونية الحبوب و البقول الجافة يكفي لأسابيع، مضيفا بأن مجمع “أقروديف” فتح حوالي 13 نقطة بيع عبر مناطق مختلفة من الولاية، من أجل توفير السميد مباشرة للمواطنين، فيما تقوم مصالحه بمحاربة التجار الطفيليين الذين يستغلون الظروف الاستثنائية الحالية لممارسة نشاط بيع الدقيق دون وجود محلات، حيث يتم التنسيق مع المصالح الأمنية في عمل جماعي أسفر عن نتائج إيجابية لحالات مماثلة، واتخاذ إجراءات بشأنها.
و بخصوص ندرة مادة الزيت التي اختفت منذ أسابيع، قال مدير التجارة بلغة الأرقام، إن ما يتم توزيعه أسبوعيا يعادل 295 طنا من الزيت، كما تنظم عملية متابعة مسار تسويق و توزيع هذه المادة انطلاقا من الموزع إلى المستهلك عبر ورقة طريق محددة ترسل يوميا للجهات المركزية و الجهوية، ما يجعل من حالة الندرة غير مبررة و ليس لها أي تفسير، لاسيما و أن الكمية المسوقة ارتفعت بحوالي 20 طنا خلال شهر رمضان المعظم.
أما بالنسبة للحليب، فإن حصة ولاية المسيلة لم يطرأ عليها أي تغيير من حيث الكمية التي يتم تسويقها من خلال 5 ملبنات و هي 3 بالمسيلة و ملبنتي الأوراس بباتنة و التل بسطيف، لتتجاوز 153 ألف لتر يوميا.
و رغم ما ذكر من أرقام بشأن حصة الولاية من مادة الحليب، فإنها تبقى في رأي عدد من المختصين في الشأن الاقتصادي محليا، بعيدة عن حقيقة حاجيات ولاية بحجم المسيلة، التي يفوق عدد سكانها مليون و أربعمائة ألف نسمة و هو ما يعني أن احتياجات المسيلة لا تقل عن 220 ألف لتر يوميا من مادة الحليب، مؤكدين أن الملبنات الثلاث و هي الحضنة بعاصمة الولاية و حليب بلادي ببوسعادة و ماستي بمزرير، يمكنها تحقيق معدل إنتاج يومي يقارب 450 ألف لتر يوميا.
ويرى محدثونا، أن هذا لا ينفي على المواطنين مسؤولياتهم في الحد من الإشاعة و تقليص استهلاك بعض المواد و تجنب الإسراف في اقتناء بعض الحاجيات، ليتم التخلص منها في النهاية في مكب النفايات.
فارس قريشي