كشف وكيل الجمهورية المختص لدى محكمة عين آزال الابتدائية، أمس الأول، عن تفاصيل صادمة حول جريمة القتل الشنعاء التي اهتزت لها الجهة الجنوبية من ولاية سطيف، بعد العثور على جثة الطفل «ب- محمد» و آثار الاعتداء بادية عليها، في المنطقة المسماة «الشجرة» ببلدية عين الحجر.
و قال وكيل الجمهورية، نصر الدين بن ناصر، عند تنشيطه ندوة صحفية بقاعة الجلسات الثانية بمحكمة عين آزال، إن والد الطفل الضحية «محمد»، قد تقدم بتاريخ 25 أفريل الماضي إلى مقر فرقة الدرك الوطني ببئر حدادة، من أجل التبليغ عن اختفاء ابنه القاصر البالغ من العمر 13 سنة و ذلك مباشرة بعد تناول وجبة الإفطار في اليوم السابق المصادف لتاريخ 24 أفريل.
و أضاف وكيل الجمهورية، أن قوات الدرك الوطني تمكنت بسرعة من جمع المعلومات و من أهمها رؤية الطفل الضحية «محمد» آخر مرة في سيارة سياحية رفقة المسمى «ب.ر» البالغ من العمر 31 سنة.
و استغلالا لتلك المعلومة، فقد تم توقيف المشتبه فيه «ب.ر» و اعترف بأنه قتل الطفل محمد بطريقة وحشية و رمى الجثة في إحدى الغابات ببلدية عين الحجر.
و حسب وكيل الجمهورية، فإن المتهم قد قال في اعترافاته، إنه و بعد تناوله لوجبة الإفطار يوم 24 أفريل الماضي بمنزله العائلي في بلدية عين الحجر، تنقل بعدها بواسطة مركبته الخاصة إلى المسكن الذي يستغله بمشتة «الضواوقة» التابعة لبلدية عين الحجر و هناك تقدم منه الطفل الضحية «محمد»، طالبا منه مبلغا ماليا، لكن المشتبه فيه اشترط عليه ممارسة الجنس مقابل ذلك.
و أمام الشرط الذي وضعه المشتبه فيه، فإن الطفل «محمد» حاول الهروب من ذلك البيت، لكن المتهم أمسكه ثم دفعه بقوة تجاه الباب الحديدي، حيث ارتطم رأسه بالقفل الحديدي و سقط أرضا مغشيا عليه، مع تعرضه لنزيف حاد على مستوى الجبهة.
و في تلك اللحظة بالذات، راودت المشتبه فيه فكرة التخلص من الجثة، اعتقادا منه أنه فارق الحياة بعد سقوطه مغشيا عليه، حيث قام بوضعه في كيس بلاستيكي و لفه بلحاف ثم وضعه في الصندوق الداخلي للسيارة، ثم التوجه مباشرة إلى إحدى المناطق الغابية بالمنطقة المسماة «أولاد شبل» التابعة لبلدية عين الحجر المجاورة، بهدف رمي الجثة و التخلص منها نهائيا.
و مباشرة بعد نزول المشتبه فيه من سيارته لرمي الكيس الذي يحتوي على الطفل الضحية، وقعت المفاجأة، حيث اكتشف أن الطفل «محمد» مازال ينبض بالحياة و يصدر آهات لمساعدته و هناك سارع «الوحش البشري» لاستعمال سلاح أبيض و قام بتوجيه 46 طعنة كاملة في الجسد النحيل للطفل، ثلاث منها كانت مميتة و قاتلة على مستوى القلب و الغشاء الصدري.
و بعد التأكد هذه المرة من وفاة الطفل إثر الإصابات الخطيرة التي تعرض لها في جميع أنحاء جسده، قام المشتبه فيه بحفر حفرة في مكان وقوع الجريمة، ثم وضع فيها جثة الطفل «محمد» مع رمي القمامة في نفس الحفرة، قبل أن يقوم بسكب مادة البنزين ثم إضرام النار في الجثة، بهدف طمس الجريمة و إخفاء الجثة، قبل أن يغادر بعدها عائدا إلى مسكنه بقرية «الضواوقة».
و قال وكيل الجمهورية، إنه و مباشرة بعد إبلاغه بهذه الوقائع، تم الذهاب على الفور رفقة عناصر الدرك الوطني لبلدية بئر حدادة، إلى مكان تواجد الجثة بالمكان المسمى «الشجرة»، حيث تمت معاينة الجثة من قبل تقنيي مسرح الجريمة التابعين للمجموعة الإقليمية للدرك الوطني و الطبيب الشرعي.
و أضاف أن تشريح الجثة خلص إلى كون سبب الوفاة هو تعرض الضحية إلى نزيف حاد داخلي و خارجي، بسبب تلقيه 46 طعنة على مستوى سائر جسده، 3 طعنات منها قاتلة باستعمال أداة حادة تتمثل في سكين كان الجاني يحمله معه، مع وجود آثار اعتداء جنسي على الضحية.
و بعد إتمام إجراءات التحقيق، تم وضع المشتبه فيه رهن الحجز، بتهم جناية القتل العمدي مع سبق الإصرار و الترصد باستعمال التعذيب و ارتكاب أعمال وحشية و جناية اختطاف طفل و تعريضه للتعذيب و أخيرا جناية الفعل المخل بالحياء على قاصر لم يكمل 16 سنة من عمره باستعمال العنف.
أحمد خليل
