قضت محكمة الجنايات الاستئنافية بمجلس قضاء أم البواقي، عشيّة أمس، بإدانة المتهم (ع.ح) بجناية القتل العمدي وعاقبته بـ 18 سنة سجنا نافذا، فيما التمس ممثل النيابة العامة عقوبة المؤبد.
القضية ترجع لتاريخ السادس عشرة من شهر جويلية من سنة 2020، عندما تلقت مصالح أمن دائرة عين كرشة في حدود منتصف الليل و50 دقيقة، مكالمة هاتفية من مصلحة المناوبة بعيادة المدينة، بخصوص استقبالهم لجثة شاب تبدو عليه آثار اعتداء وتم نقله للعيادة من طرف الحماية المدنية التي استقبلت بلاغا عن وجود شخص مرمي على الأرض قرب متوسطة قطاف الطاهر بعين كرشة، وبالتنقل إلى المكان وُجدت جثة الضحية «ب.ب» مغطاة بالدماء وعليها آثار جروح خلف الرأس والوجه، لتحول إلى مصلحة الحفظ بمستشفى سليمان عميرات في عين مليلة.
وانطلقت مصالح الشرطة في تحقيقات أمنية واسعة، توصلت خلالها لهوية الشبان الذين كانوا بمعية الضحية والذين أكدوا أن المتهم (ع.ح) البالغ من العمر 28 سنة، هو من تقدم من الضحية ودخل معه في ملاسنات كلامية حادة، أعقبها نشوب شجار عنيف بينهما، ليستل خنجرا ويستل (ب.ب) هو الآخر خنجره، غير أن الجاني طعن الضحية بثلاث طعنات في الرقبة والبطن، أسقطته أرضا.
وتبيّن أن الضحية كان في خلاف مع المتهم حول مبلغ مالي قدره 8 ملايين سنتيم، حيث كان المتهم قد اشترى به دراجة نارية في عملية تجارية كان الضحية وسيطا فيها، غير أن (ع.ح) اكتشف بأن الدراجة هي نتاج عملية سطو من طرف صاحبها على آخر، ليرفض شراءها ويمتنع بعدها الضحية عن التوسط لإعادة المبلغ المالي له، بعد أن رفض بائع الدراجة ذلك.
ولاذ المتهم بالفرار، حيث قام عند وصوله إلى متوسطة قلاتي السعيد بحي حبيبة بوغازي، بالتخلص من السكين الذي طعن به الضحية، ليتعرف عند القبض عليه، بأنه كان في حالة دفاع عن النفس ولم يقصد القتل، مصرحا أن الضحية هو من اعتدى أولا وبأنه كان على خلاف معه.
وأكد الطبيب الشرعي في تقريره، أن سبب الوفاة يتعلق بصدمة نزيفية ناتجة عن الجروح المتأتية من أداة حادة، مع وجود 6 جروح أعنفها على مستوى الجانب الأيسر للقفص الصدري، كونه ذو عمق قدر بـ14 سنتيمترا مع وجود جرح على مستوى الجانب الأيسر للظهر.
وقال أحد الشهود من مرافقي الضحية، إن الأخير جلس معه رفقة صديق آخر لهما وهو في حالة سكر، ليتقدم منه الجاني ويدخل في ملاسنات كلامية معه حول مبلغ مالي، محاولا نزع معطفه مقابل المبلغ المالي، وأمام رفض الضحية، استل خنجره وطعنه 3 طعنات في مناطق مختلفة، ثم لاذ بالفرار بعد أن طالبه بضرورة إحضار سيارة و قل الضحية إلى العيادة، كونه في حال حرجة. أحمد ذيب
