أدانت أمس، محكمة الجنايات الابتدائية بمجلس قضاء سكيكدة المسمى (ر.ب) بجناية القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد، راحت ضحيتها زوجة أبيه، وأصدرت حكما بالإعدام وهي العقوبة التي التمسها النائب العام، مؤكدا في مرافعته بأن أركان الجريمة قائمة في حق المتهم بدليل أن الخبرة الطبية أظهرت بأنه لا يعاني من أي اضطراب عقلي أو نفسي وبالتالي يتحمل المسؤولية الجزائية.
حيثيات القضية تعود إلى الثاني من ديسمبر 2021 عندما تلقى أمن ولاية سكيكدة اتصالا هاتفيا من مواطن عبر الرقم الأخضر، للتبليغ عن قيام المسمى (ر.ب) بالاعتداء على زوجة أبيه (س.ع.ر) من خلال ضربها بواسطة أداة صلبة على مستوى الرأس أسقطتها مغشيا عليها داخل غرفتها بمسكنها العائلي بشارع فلسطين، ليحاول بعدها الانتحار شنقا داخل مسكنه.
وعليه قامت مصالح الأمن رفقة تقنيي الشرطة العلمية بالتنقل إلى مسرح الجريمة، أين شوهد (ر.ب) ملقى على أرضية فناء المنزل محاطا بثلاثة أشخاص يحاولون قطع حبل بلاستيكي ملفوف على عنقه، و كان حينها في حالة إغماء كلي ويتنفس بصعوبة وإلى جانبه غرفة مخصصة لتخزين الأغراض.
وغير بعيد عن المكان، تمت معاينة وجود مطرقة حديدية بذراع خشبي، ليتم نقل المعني إلى مصلحة الاستعجالات الطبية بمستشفى عبد الرزاق بوحارة، في محاولة لإنقاذ حياته. وبدخول مصالح الأمن إحدى غرف المسكن، تم العثور على سيدة مرتدية حجابا كاملا ونعلا في رجلها، ملقاة على الأرض فوق السجاد وسط بركة من الدماء من جهة الرأس، ليتبين أن الأمر يتعلق بزوجة أبيه المسماة (ر.س.ع) 72 سنة، ليتم نقل جثتها إلى مصلحة حفظ الجثث بمستشفى المدينة.وكشف تقرير الطبيب الشرعي، أن الضحية توفيت بسبب تعرضها للضرب على مستوى الرأس بواسطة أداة صلبة، ما تسبب في كسر جمجمتها من الجهة اليمنى خلف الأذن، فيما باشرت الضبطية القضائية تحقيقا في القضية وكشفت التحريات أن المتوفاة كانت تقيم مع المتهم في منزل واحد وأن الأخير استفاد من سكن في إطار البناء الهش، لكن زوجة أبيه رفضت مرافقته، ما أدى إلى إسقاط استفادته.
وبالاستماع لأقوال المتهم بعد استقرار حالته الصحية، صرح بأنه يجهل تفاصيل الواقعة ويجهل تواجده بالمستشفى، و راح يثني على زوجة والده واعتبرها بمثابة والدته، مضيفا بأن علاقته بها أصبحت مضطربة بسبب مشكلة السكن، قبل أن يتم تقديمه أمام قاضي التحقيق ويتم إيداعه الحبس.
وأثناء المحاكمة، تمسك المتهم بتصريحاته التي أدلى بها أمام الضبطية القضائية، نافيا ارتكاب الجريمة وقال إنه يجهل تماما وقائعها، مؤكدا وجود مشاكل مع الضحية حول قضية السكن، بحكم أنه استفاد من منزل، لكن زوجة أبيه رفضت إخلاء المسكن ومرافقته إلى الشقة الجديدة.
أما الشهود، فقد صرحوا بأنهم سمعوا بتاريخ الواقعة، صراخ نسوة يطلبن النجدة وبتدخلهم وجدوا (ر.ب) داخل غرفة التخزين بالبناية معلقا بحبل محاولا الانتحار، وأضافوا بأنهم لا يعلمون بجريمة قتل المتهم للضحية، بينما صرح أحدهم بأن زوجة المتهم أخبرتهم بوجود امرأة مصابة وتنزف دما داخل غرفتها. دفاع المتهم ركز في مرافعته، على أن موكله أصيب بصدمة وطالب بإجراء تحقيق تكميلي وتعيين خبير لفحصه، للتأكد ما إذا كان فعلا فاقدا للذاكرة أم لا. كمال واسطة
