تسبب تساقط كميات من الثلوج بمرتفعات ولاية برج بوعريريج، في صعوبة بالغة للحركة عبر مختلف المحاور، خاصة على مستوى النقاط السوداء ما يحتم على السائقين اتخاذ الحيطة والحذر في تنقلاتهم، فيما أعاد التهاطل الغزير للأمطار والثلوج، على مدار اليومين الفارطين الأمل بين المواطنين بتجاوز أزمة شح المياه الجوفية والسطحية، خاصة بعد اللجوء إلى اعتماد برنامج جديد لعمليات التوزيع تدوم فيه مدة الانقطاع إلى خمسة أيام، بأغلب الأحياء السكنية بمدينة البرج نظرا لتراجع حصصها من المياه. وأكدت مصالح الدرك الوطني، تسجيل حوادث متفرقة على الطريق السيار، كان من أخطرها حادث مرور تسلسلي بين مجموعة من المركبات غير بعيد عن المحول المؤدي إلى بلدية عين تاغروت، وحادث آخر على مستوى منطقة بئر عيسى ببلدية عين تسيرة، مع تسجيل انزلاق وانحراف مركبات وعلوقها وسط الثلوج. واطلعنا على صعوبة الحركة خلال الساعات الأولى من الصباح، على الطريق الولائي رقم 43 في جزئه الرابط بين بلديتي ثنية النصر والجعافرة، ما استدعى تدخل مصالح الحماية المدنية والأمن والدرك الوطني المتواجدين عبر الأجزاء المعروفة بصعوبة تضاريسها، خاصة على مستوى المنحدرات الشديدة، لتسهيل الحركة التي اقتصرت في الغالب على الحالات المستعجلة، لتزامن موجة تساقط الثلوج مع عطلة نهاية الأسبوع، أين فضل أغلب المواطنين البقاء مع عائلاتهم بمنازلهم، أو بجوار تجمعاتهم السكانية، مع تجنب التنقل بمركباتهم تفاديا لحوادث المرور. وزيادة على هذا شهدت مختلف المقاطع والطرقات، تدخل فرق الصيانة التابعة لمديرية الأشغال العمومية والبلديات، لفتحها باستعمال كاسحات الثلوج ونثر الأملاح على مستوى أهم المحاور لإذابة الجليد، ما سمح بإعادة بعث حركة المرور بعد توقف اضطراري عبر بعض المحاور الصعبة، على غرار منطقة تاركابت بدائرة الجعافرة، ومنحدرات الزنونة باليشير بالطريق السيار، والجزء الرابط بين أعالي دائرة برج زمورة وبلدية قنزات التابعة لولاية سطيف على الطريق الوطني رقم 76، والشطر الرابط بين بلدية ثنية النصر و ولاية بجاية من الوطني رقم 106، فضلا عن المنحدرات الواقعة ببلدية تقلعيت على الولائي رقم 42. كما نبهت فرق الدرك هواة الصيد والتجول إلى صعوبة الحركة بالطرقات غير المصنفة المؤدية إلى المرتفعات، على غرار المحور المؤدي إلى مرتفعات منطقة مزيطة ببلدية رأس الوادي. من جهة أخرى، أعاد تهاطل الأمطار وتساقط الثلوج على المرتفعات خلال الأيام الأخيرة، الأمل بامتلاء السدود من جديد، وتوفير مخزون هائل من المياه يكفي لتغطية احتياجات الساكنة خلال الأشهر القادمة وفصل الصيف، خاصة ما تعلق بسد عين زادة الذي تراجع منسوبه إلى أدنى المستويات، وعرف مؤخرا انتعاشا غير أنه يبقى غير كاف لتغطية الاحتياجات حسب ما أكده الوالي، حيث أشار إلى تدعيم حصص الولاية عن طريق عمليات التحويلات الكبرى من السدود المتواجدة بولاية جيجل التي امتلأت عن آخرها، نحو سد موان بولاية سطيف، ومنها إلى سد عين زادة. وكانت السلطات الولائية قد دقت ناقوس الخطر، ونبهت إلى ضرورة التوجه إلى خيار التنقيب على المياه الجوفية، مع إصدار مديرية الجزائرية للمياه لبيان تؤكد فيه إحداث تغيير في برنامج التوزيع، من مرة في ثلاثة أيام إلى يوم خلال خمسة أيام، بالنظر إلى تراجع منسوب مياه سد عين زادة، وتقليص حصة الولاية من تحويلات سد موان بولاية سطيف، إلى أقل من 10 آلاف متر مكعب، بينما كانت 15 ألف متر مكعب، في حين تقدر الاحتياجات الحقيقة بأضعاف هذه الكميات، مع العلم أن 12 بلدية بما فيها التي تتوفر على أكبر تعداد سكاني على غرار البرج ورأس الوادي، يتم تموينها من سد عين زادة، والعديد من الأنقاب التي لم تعد كافية حسب تقديرات المديرية الوصية، في ظل تراجع منسوبها إلى أدنى المستويات.
وأمام هذه الوضعية المتسمة بالتبعية المناخية، استفادت البرج خلال السنوات الفارطة من مشاريع التحويلات الكبرى للمياه من سدي تيشي حاف بالنسبة لدائرة جعافرة وثنية النصر، وسد تيلسديت لبلديات دائرة المنصورة في الجهة الغربية، لكنها شهدت هي الأخرى تذبذبا في عمليات التوزيع.
ع/ بوعبد الله