سلّطت، عشية أمس الأول، محكمة الجنايات الاستئنافية بمجلس قضاء أم البواقي، أحكاما متفاوتة في حق 3 شبان تورطوا في قتل آخر بحي محمد لخضر. وأدانت هيئة المحكمة كلا من المتهمين (ع.أ) و(ي.ك) بعقوبة 12 سنة سجنا نافذا، و المتهم (ك.ع.ن) بالسجن المؤبد، والتمس ممثل النيابة العامة توقيع عقوبة الإعدام للثلاثة الذين تمت متابعتهم بجنايتي تكوين جمعية أشرار لغرض الإعداد لجناية والقتل العمدي مع سبق الإصرار، فيما تمت متابعة المتهم (ك.ع.ن) بجنحة طمس آثار الجريمة لغرض عرقلة سير العدالة.
القضية ترجع بتاريخها إلى ليلة العاشر من شهر أوت من سنة 2020، عندما كان الضحية المسمى (ج.فارس) على متن دراجة نارية يقودها صديقه المسمى (خ.ب)، ليتوجها بعد غلقهما محلهما التجاري بالحي التجاري الأمل المعروف بـ»لاسيتي» وسط أم البواقي، نحو حي محمد لخضر «بير الترش»، أين كانا يبحثان عن زبون لهما بغرض إتمام عملية تجارية، وحين وصولهما لإحدى العمارات تقدم الضحية رفقة صاحب الدراجة من مجموعة شباب كانوا في إحدى زوايا العمارات، بغرض الاستفسار عن مكان سكن الشخص اللذين كانا يبحثان عنه، ليدخل المتهمون في ملاسنات حادة مع الضحية وصديقه، اللذين سرعان ما حاولا الفرار بدراجتهما، غير أن المتهمين قاموا برشقهما بالحجارة إلى غاية انقلاب الدراجة وسقوطهما، ليتقدموا منهما ويحاولوا مجددا الاعتداء عليهما.
غير أن صاحب الدراجة فرّ هاربا بدراجته في وقت فر الضحية نحو العمارات المجاورة، ليلحق به المتهمون، أين واجههم بعصا خشبية، غير أنهم أسقطوه أرضا ووجهوا له عدة طعنات كانت كافية لإزهاق روحه، ليلوذوا بالفرار لوجهات مختلفة، وبينهم اثنان سبقت محاكمتهما وأدينا ابتدائيا بعقوبتي عامين و5 سنوات سجنا نافذا، وهما اللذان فرا على متن شاحنة قريب أحدهما نحو دوار المدفون، أين تم التخلص من سلاح الجريمة ثم فروا نحو عين ببوش، ليتقدموا أمام عناصر الشرطة ويسلموا أنفسهم بعد أن علموا بوفاة الضحية.
الموقوفون اعترفوا بأنهم يستغلون مكان جلوسهم في محيط مسجد عمر بن الخطاب بحي «بير الترش»، نقطة للاتفاق على الإيقاع بضحاياهم المارين في محيطهم، وهو المكان الذي يستهلكون فيه المهلوسات ويعاقرون فيه الخمر، وبينت التحريات بأن الضحية تلقى طعنة خطيرة في الرقبة ما تسبب في نزيف حاد أدى لوفاته في المكان الذي طعن فيه، دون أن يقدم له المتهمون المساعدة، التي جاءت حين تبليغ رجال الحماية المدنية.
وتضاربت تصريحات المتهمين خلال جميع مراحل التحقيق، بين من ذكر بأنهم كانوا تحت تأثير المشروبات الكحولية، وبين من ذهب للقول بأنهم تقدموا من الضحية ومرافقه بعد أن قاما بسبهما وشتمهما، ولم يكونوا بصدد قتل الضحية، غير أن دفاعهم الذي وصفوه بالشرعي عن النفس، تسبب في إصابة الشاب بطعنة خنجر، وهي التي أكد تقرير الطبيب الشرعي، بأنها طعنة غائرة أصابت الجهة اليسرى للرقبة وأدت للوفاة.
وأمام هيئة المحكمة اعترف المتهم (ك.ع.ن) بدخوله في مشاجرة مع الضحية، دون أن يحضّر لقتله، فيما صرح المتهمان الآخران، بأنهما كانا حاضرين في مسرح الجريمة، دون أن يعتديا لا على الضحية ولا على مرافقه. أحمد ذيب