حل بجامعة 8 ماي 1945 بقالمة، الباحثان «فرنسيسكو سيسيرو هيرادور» و«مارتينا كوماراكوفا»، من جامعة براغ التشيكية، لقيادة فريق بحث حول الحياة البرية بمحمية جبال بني صالح الواقعة شرقي الولاية، أين تعيش كائنات حية وسط بيئة ما زالت تحتفظ بالتنوع الإيكولوجي والبيولوجي رغم التغيرات المناخية المتطرفة التي تعرفها المنطقة في السنوات الأخيرة والحرائق المستمرة التي تهدد مستقبل الحياة البرية بالجبال الشهيرة الممتدة إلى ولايتي سوق أهراس والطارف إلى غاية الحدود التونسية.
وذكرت جامعة قالمة في بيان لها بأنه في إطار برنامج التعاون الأوروبي ERASMUS+ KA1 ، تستقبل جامعة قالمة من 30 أفريل إلى 11 ماي 2023 الدكتور فرانسيسكو سيسيرو هيرادور والدكتورة مارتينا كوماركوفا من جامعة علوم الحياة براغ في جمهورية التشيك، وخلال إقامتهما العلمية، سيقود الباحثان العديد من ورشات العمل مع الطلبة والباحثين من كلية علوم الطبيعة والحياة وعلوم الأرض والكون، وسيقومان بعدّة خرجات ميدانية حول العديد من الموضوعات البحثية.
وأضافت الجامعة بأن البرنامج سيعرف عدة خرجات ميدانية إلى منتزه بني صالح الوطني لدراسة النظام الغذائي للغزال البربري (Cervus elaphus barbarus) والتي تهدف إلى الحفاظ على هذا النوع ، وقد تم إطلاق المبادرة بالفعل خلال الزيارة الأخيرة للدكتور فرانسيسكو سيسيرو هيرادور في عام 2022، وبالتالي فإن الزيارة هي استمرار للعمل الذي بدأ بالفعل.
إضافة إلى ذلك، سيتم التعرف على الطرق الجديدة لإحصاء الثدييات بالمنطقة، وذلك بالتنسيق مع إدارة الغابات لولاية قالمة، وسيقوم الأستاذان بتقديم محاضرات لطلبة الدكتوراه، والنظر في إمكانية إنجاز مشاريع بحث مشتركة بين الجامعتين.
وتواجه بقايا الأيل البربري المعروف محليا باسم «بقر الوحش» تحديات كبيرة للبقاء بالمحمية الشهيرة، حيث تراجعت أعداده وأصبح من النادر رؤية تلك القطعان التي كانت تتجول بالمحمية قبل أن تطالها التغيرات المناخية وتمتد إليها يد الإنسان بالحرق والصيد الجائر الذي أتي على أعداد كبيرة من رؤوس الأيل البربري، أجمل حيوان بشمال إفريقيا وعصب التنوع الإيكولوجي بالمنطقة.
وتعمل كلية علوم الطبيعة والحياة وعلوم الأرض والكون بجامعة 8 ماي 1945 على حماية وإثراء الحياة البرية والثروة الغابية والحيوانية بمحمية بني صالح، من خلال تكثيف البحث العلمي والتعاون مع مراكز البحث وكبرى جامعات العالم.
وتبذل محافظة الغابات بقالمة جهودا متواصلة منذ عدة سنوات لمنع الرعي الجائر بالأقاليم الغابية وبناء الخنادق الضمادة للحرائق وتهيئة منابع المياه وتجديد المساحات المحترقة وإنشاء بيئة ملائمة لاستقرار الحيوانات والطيور النادرة وتكاثرها، حتى يتعافى النظام الإيكولوجي، وتستعيد الحياة البرية تنوعها من جديد.
فريد.غ