أمرت مصالح ولاية عنابة، بلديات عنابة، البوني، سيدي عمار، الحجار وبرحال، بوضع برنامج استعجالي لمكافحة البعوض، بسبب الانتشار الرهيب لهذه الحشرة في الفترة الأخيرة وتسببها في أضرار للمواطنين ونقل الأمراض.
واستنادا لمصادر منتخبة ببلديتي عنابة والبوني، فقد تم تسجيل عديد شكاوى من مواطنين وجمعيات، تطالب بإيجاد حلول سريعة للقضاء على البعوض الذي أصبح يشكل معضلة في البيوت، دون وجود أي فاعلية لعمليات المحاربة والرش داخل الأقبية.
وذكرت ذات المصادر، أن انتشار البعوض هذا العام لم تشهده الولاية من قبل، مرجعين ذلك للجفاف وشح تساقط الأمطار وعدم طول فترة انخفاض درجة الحرارة، كلها عوامل تساهم في القضاء على هذه الحشرة وعدم تكاثرها في منابعها، حيث سجل هذا العام نشاط غير معهود للناموس في هذه الفترة، حيث تصل ذروة انتشاره سابقا خلال شهري جويلية وأوت.
ونظرا للتقلبات المناخية غير الطبيعية، توفرت الظروف الملائمة لانتشاره، خاصة أن عنابة تقع في منخفض فيه مسطحات ومستنقعات ومصبات المياه القذرة في الوديان وهو ما عقد المشكل أكثر.
وضمن الجهود المبذولة، تم اتخاذ إجراءات استعجالية عن طريق جهر الوديان وخرسنتها وكذا مصبات المياه القذرة ونزع الحشائش التي تساعد على انتشار البعوض، لاسيما في المناطق الرطبة والمتضررة، إلى جانب استغلال عتاد جديد جاهز لرش المبيدات وتكثيف مجهودات المحاربة .
وسبق لوالي عنابة، جمال الدين بريمي، إعطاء تعليمات، العام الماضي، بتشكيل هيئة تعنى بمتابعة عملية محاربة البعوض على المدى القصير والمتوسط والطويل وتحديد الكفاءات البشرية اللازمة، مع إشراك مؤسسة عنابة نظيفة في رش المبيدات وتدعيم البلديات بالعتاد اللازم والاستعانة بالخبرات العلمية الجامعية لضمان الفعالية والنجاعة، بالإضافة إلى إشراك المجتمع المدني في عمليات التنظيف والحفاظ على المحيط لمنع تكاثر مختلف أنواع الحشرات.
وقد أصبح الانتشار الرهيب للبعوض، الشغل الشاغل للعنابيين في الأيام الأخيرة، في ظل وجود مخاطر الإصابة بأمراض جلدية أو نقل العدوى، حيث لم يعد ينفع استخدام المبيدات، وانتقد مواطنون عجز البلديات عن تكثيف عملية الرش، للقضاء على البعوض في الأقبية والمجاري المائية، إلى جانب تفويت فرصة القضاء على اليرقات في ذروة تكاثرها.
وأوضح مصدر من مديرية البيئة للنصر، أن هناك مصادر كبيرة لتكاثر البعوض على مستوى الأقبية والمسطحات المائية الراكدة وكذا مجاري المياه القذرة، رغم وجود برامج للرش والمكافحة تبقى محدودة، حيث تقوم بلديات ومؤسسة عنابة نظيفة بحملات للرش بشكل دائم، ويبقى الإنسان المتسبب في انتشاره.
وأجريت دراسات بالتنسيق مع جامعة عنابة، خلصت إلى أن تكاثر اليرقات يكون طوال العام وليس في شهر أكتوبر من فصل الخريف، ما يستوجب على المصالح المعنية محاربة الحشرة سواء عند التبويض في مكان تكاثرها أو بنقاط تواجدها.
وفي سياق متصل، أطلق المركز الوطني للبحث في مجال البيئة بعنابة، مؤخرا، دراسات ضمن البرنامج الإقليمي للبحوث حول قضايا البيئة في شمال إفريقيا والجزائر وفق منظور "الصحة الواحدة"، حيث رصد خبراء وباحثون، تسبب المنظومة المائية في تطور الأمراض المرتبطة بالناموس وكذا استخدام المبيدات التي تؤثر على الإنسان، كما توجد أمراض مرتبطة بالتغيرات المناخية، قادمة من وسط أمريكا وجنوب إفريقيا.
حسين دريدح