انهار سقف حجرة بمتوسطة، إحياء العلوم، وسط مدينة العلمة بولاية سطيف، مساء الجمعة، إلا أنه لم يخلف أضرارا بشرية، بتزامنه مع عطلة نهاية الأسبوع، غير أن الحادث دفع إلى المطالبة بترميم وإصلاح هذه المؤسسة التربوية التي تعتبر معلما تاريخيا، يرتبط بكفاح جمعية العلماء المسلمين في المجال الفكري والتعليمي خلال فترة الاستعمار.
وأكد مدير المؤسسة، رشيد كبار، للنصر، أن حادث انهيار سقف إحدى حجرات المؤسسة، وقوع الحادث يوم عطلة نهاية الأسبوع، جنب تعرض التلاميذ والأساتذة للخطر، مضيفا أن الخسائر المادية التي تتعلق بالكراسي والطاولات لم تكن كبيرة، حيث لم تتضرر التجهيزات كثيرا.
وتعتبر هذه المؤسسة التربوية التي تم تحويلها من مدرسة ابتدائية إلى متوسطة في سنة 2000، معلما تاريخيا في مدينة العلمة، حيث يعود تاريخ إنجازها إلى سنة 1919، من طرف جمعية العلماء المسلمين وهي المؤسسة التي حافظت على تصميمها المعماري والهندسي دون ترميم أو إصلاح، على ما امتداد ما يفوق قرنا من الزمن.
ذات المصدر، أكد أن إدارة المؤسسة سبق لها التقدم بطلبات متكررة على مستوى مديرية التربية، من أجل برمجة عملية لإعادة تهيئة هذه المتوسطة التي لها بعد رمزي وتاريخي، آخرها كان في السنة الماضية.
من جانبه، تنقل الأمين العام لمديرية التربية بولاية سطيف، موسى بن تواتي، على جناح السرعة، لمعاينة مخلفات هذا الحادث الذي انحصرت خسائره على الجانب المادي، كما تنقل رئيس المجلس الشعبي البلدي للعلمة، عبد الحميد حمودي، حيث وقفا على حجم الأضرار، قبل اتخاذ الأمين العام الإجراءات الفورية الواجب إتباعها على ضوء هذه المعاينة، حيث تقرر غلق الحجرة التي لم تعد مؤهلة لاستقبال التلاميذ إلى غاية ترميمها واستخدام حجرة الورشة.
من جهة أخرى، طمأن مدير المتوسطة، بأن غلق هذا القسم وتحويل تلاميذه إلى حجرة الورشة، لن يؤثر على سير البرنامج في الفترة المتبقية من الموسم الدراسي الجاري، باعتبار أن المؤسسة لا تعاني من الاكتظاظ، على خلاف العديد من المتوسطات عبر إقليم ولاية سطيف، مفيدا بأنها تضم 210 تلاميذ وبها ست حجرات، ورشة، مخبر وقاعة للإعلام الآلي.
يذكر أن والي سطيف، محمد أمين درامشي، أكد في تصريحات سابقة رصد 840 مليار سنتيم لإنجاز مشاريع تتعلق بقطاع التربية في سنة 2023، عبر تراب الولاية، مع تشديده في زيارة ميدانية سابقة قادته إلى متوسطة خميستي وبعض المؤسسات التربوية ذات البعد التاريخي بمدينة سطيف، على ضرورة الحفاظ عليها و رد الاعتبار لها من خلال الترميم، نظرا لما لها من قيمة معنوية لسكان الولاية ولمختلف الأجيال التي تعاقبت
عليها. خ.ل