كشف مدير الصيد البحري لولاية الطارف، عمار زواوي العايش، أمس، في تصريح للنصر، عن إنشاء منطقة للنشاطات التجارية في مجال الصيد البحري وتربية المائيات، الأولى من نوعها بمنطقة البطاح غرب الولاية، في سياق استحداث قطب متخصص في توطين مشاريع تربية المائيات والصيد البحري، بغية تثمين قدرات القطاع وإعطائه القيمة المضافة، من خلال الرفع من قدرات الإنتاج السمكي وتوفير مناصب الشغل وخلق الثروة.
وأوضح المسؤول أنه تم تخصيص مبلغ قدره 150 مليون سنتيم، لإنجاز مخطط التهيئة والتقسيم الخاص بمنطقة النشاطات، يعكف على إعداده مكتب دراسات، على أن يتم فور الانتهاء من الدراسة التي توجد في مرحلتها النهائية إعداد ملف مفصل ورفعه للوصاية من أجل تخصيص عملية لتهيئة منطقة النشاطات التجارية للصيد البحري وتربية المائيات التي تتطلب غلافا ماليا قدره 50 مليار سنتيم، من أجل ربطها بالشبكات المختلفة من تهيئة وتعبيد الطرقات، التزود بالمياه والربط بالكهرباء والغاز والتطهير.
وشدد المسؤول على أهمية هذه المنطقة التجارية التي تتربع على مساحة 37 هكتارا والتي ستتم تهيئتها على شكل قطع أرضية بمجموع 12 قطعة ستوفر أزيد من 200 منصب شغل، مع تحقيق زيادة في الإنتاج تقارب 3 آلاف طن سنويا، الأمر الذي من شأنه الدفع بقطاع تربية المائيات والصيد البحري، من خلال توطين واحتضان جملة من المشاريع الاستثمارية في هذا المجال، على غرار صناعة أغذية الأسماك، التفريخ، وتربية الأسماك والمائيات في الأقفاص العائمة، إلى جانب إنشاء وحدات متخصصة في صيانة وصناعة القوارب والسفن وتجفيف وتمليح الأسماك وخياطة الشباك وغيرها.
وأعلن المتحدث عن استقبال مصالحه لحد الآن 10 طلبات من المستثمرين الراغبين في إنشاء مشاريعهم بمنطقة النشاطات التجارية الجديدة، التي ستكون حافزا مشجعا على تطوير نشاطات تربية المائيات واستحداث قطب متخصص في هذا المجال بامتياز، أمام ما تزخر به الولاية من قدرات ومؤهلات كبيرة في هذا الميدان الذي تبقى نتائجه واعدة ومشجعة.
إلى جانب ذلك، تعكف مصالح الصيد البحري بالتنسيق مع مصالح الفلاحة، على تكوين الشباب وأبناء الفلاحين على الولوج نحو تنمية تربية المائيات المدمجة مع قطاع الفلاحة لخلق الثروة ومناصب الشغل وتوفير والرفع من قدرات المنتوج السمكي في الأسواق بأسعار تنافسية، على أن تتواصل عملية تكوين الفلاحين وأصحاب المستثمرات بالمدرسة التقنية للصيد البحري بالقالة، وفق برنامج تم تسطيره لهذا الغرض بتدخل كل الفاعلين، من أجل ترقية هذا النشاط ذي القيمة الاقتصادية والاجتماعية.
موازاة مع ذلك، سيتم إنجاز مزرعة لتربية المائيات (سمك القجوج وذئب البحر) في الأقفاص العائمة في عرض البحر بمنطقة البطاح، وستوفر طاقة إنتاجية سنوية قدرها 500 طن واستحداث 50 منصب شغل، إلى جانب تخصيص منطقة مائية على مساحة 200 هكتار لاحتضان مشاريع تربية المائيات البحرية بسواحل بلدية بالريحان، من خلال توطين 10 مشاريع بطاقة إنتاجية تقدر بـ 700 طن سنويا، مع توفير 250 منصب شغل.
وسجل المسؤول تزايد الطلب على الاستثمار في مجال المائيات بولاية الطارف، بأزيد من 20 مشروعا، حيث تبقى الولاية فضاء خصبا لتطوير هذا النشاط الواعد والمنتج للثروة، لما تتوفر عليه المنطقة من مسطحات مائية وساحل بحري خال من التلوث على طول 90 كلم تبقى فرص الاستثمار به مشجعة على خلق مشاريع ناجحة بامتياز في تربية المائيات والصيد البحري والمشاريع الملحقة على اليابسة، كوحدات صناعة الثلج وأعلاف وتغذية الأسماك والتفريخ والتسمين.
وتعمل المصالح المعنية على الترويج للإمكانيات والقدرات التي تتيحيها الولاية للراغبين في اقتحام هذا المجال الذي بات يستقطب أعدادا مهمة من رجال الأعمال والمستثمرين، بعد أن تحولت الطارف، حسب المتحدث في الآونة الأخيرة، إلى قبلة للراغبين في الولوج لنشاط تربية المائيات، خاصة بعد التحفيزات والتسهيلات التي أقرتها السلطات المحلية في إطار تشجيع وترقية الاستثمار الوطني والأجنبي.
من جهة أخرى، أشار مدير الصيد البحري إلى إطلاق عملية واسعة لتكوين الشباب البطال وخرجي المراكز والمعاهد والجامعات للولوج نحو لاقتحام مجال المقاولاتية بإنشاء مؤسسات مصغرة في تخصصات الصيد البحري وتربية المائيات، بما فيها التكفل بتكوين اليد العاملة المؤهلة لتأطير حاجيات المشاريع الاستثمارية لتربية المائيات التي تمت الموافقة عليها والأخرى التي دخلت حيز الاستغلال، في حين يتوقع برمجة استزراع ببعض السدود والمسطحات المائية على إثر التقلبات الجوية، بعد أن تم تعليق العملية في وقت سابق بسبب تراجع منسوب المياه والجفاف.
نوري.ح