دخلت محافظة الغابات بقالمة، في سباق مع الزمن لإنجاز برنامج هام يعول عليه كثيرا للوقاية من الحرائق و الحد من الخسائر الكبيرة التي تلحقها بالثروة الغابية و الحياة البرية كل صيف.
و قالت المحافظة لدى تقديمها عرضا للسلطات الولائية يوم الأحد بأن برنامج الوقاية يحرز تقدما مشجعا في جزئه المتعلق بإنجاز مساحات واسعة من الخنادق المضادة للحرائق بالأقاليم الغابية الهامة، حيث يتوقع إنجاز أكثر من 1700 هكتار من الخنادق بينها خنادق جديدة و أخرى قديمة أصبحت في حاجة للتهيئة من جديد، بالإضافة إلى صيانة الخنادق تحت خطوط الإمداد بالطاقة العابرة للغابات و الأحراش بالتنسيق مع شركة الكهرباء و الغاز.
و تعمل محافظة الغابات بقالمة أيضا على فتح المزيد من المسالك الغابية الجديدة و تهيئة المسالك القديمة و تنظيف حواف الطرقات العابرة للغابات و خط السكة الحديدية المار بغابات الإقليم الشرقي التي ظلت عرضة لحرائق مدمرة أتت على مساحات واسعة في السنوات الأخيرة.
و إلى جانب برنامج 2022 الجاري إنجازه، استفاد قطاع الغابات بقالمة من برنامج جديد برسم سنة 2023 يغطي ما لا يقل عن 350 هكتارا من الخنادق المضادة للحرائق، حيث تجري عملية تقييم العروض قبل إسناد عملية الإنجاز للشركات المتخصصة في بناء الخنادق بالوسط الغابي.
و قد تدعمت برامج مكافحة الحرائق بقالمة بمدرج لطائرات الإطفاء يقع ببلدية عين بن بيضاء القريبة من مساحات غابية واسعة بينها غابات بني صالح الشهيرة التي ظلت عرضة لحرائق مدمرة كادت تقضي على الحياة البرية المتميزة بالتنوع و الثراء بأصناف مختلف من النباتات و الحيوانات المهددة بالاختفاء بينها الأيل البربري أجمل حيوان بشمال إفريقيا.
و يتوقع المهتمون بقطاعات البيئة والغابات و الزراعة اندلاع الحرائق بالغابات و الحراش خلال الأشهر القادمة بسبب كثافة الغطاء النباتي الذي عرف نموا قويا عقب الأمطار المتساقطة على المنطقة مؤخرا.
كما يتضمن برنامج الوقاية من الحرائق أيضا إنجاز أحزمة واقية حول التجمعات السكانية و المفارغ العشوائية المتواجدة بالوسط الغابي، بعد أن كانت بعض هذه المفارغ مصدرا لحرائق خلفت خسائر كبيرة في السنوات الأخيرة، بينها حريق غابات الصنوبر ببلدية بوحشانة الواقعة جنوبي قالمة الصيف الماضي.
فريد.غ