أعطى التوافد الكبير على الشواطئ بعنابة يومي، الجمعة والسبت، مؤشرات إيجابية و رضا المصطافين بالتواجد في المواقع التي يريدونها دون مضايقات، أو فرض لكراء الشمسيات واحتلال المساحات وهو ما عاينته النصر بشواطئ الكورنيش انطلاقا من «القطارة»، و صولا إلى « شابي ».
و كانت الساعة تشير إلى حدود الخامسة زوالا و كل الأماكن كانت محجوزة والشواطئ القريبة من المدينة بالشريط الساحلي الكورنيش مكتظة، تشكلت أروقة المصطافين لتصل للصف الرابع على رمال الشاطئ، حيث كان التوافد كبيرا مع الانطلاق الفعلي لموسم الاصطياف والارتفاع المحسوس لدرجة الحرارة، حيث رصدنا انعدام اللون الموحد للشمسيات التي يمتلكها محتلو الشواطئ، إلى جانب جلوس عائلات مع غروب الشمس بالقرب من شاطئ دون تواجد طاولات أو كراسي ولاحظنا وجود شباب يقومون بكراء عتاد البحر بمدخل شاطئ « سانكلو. وأعطى التواجد الدائم لمصالح الشرطة والحماية المدنية بالزيين المدني، على مستوى الشواطئ عبر إقليم الاختصاص، شعورا بالارتياح لدى المصطافين وهذا من لمسته النصر في جولتها.
و بعد غروب الشمس، بدأ المصطافون وهواة السباحة ينسحبون شيئا فشيئا، بجمع أغراضهم والعودة إلى منازلهم، مع قدوم فئة أخرى هندامها لا يشير لرغبتها في السباحة وإنما البحث عن الجلوس أمام الشاطئ وأمواج البحر الهادئة للاستجمام والراحة، بعضهم يحمل كراس للجلوس وآخرون قاموا باستئجار الكراسي من مدخل الشاطئ دون الحاجة للشمسيات ليلا، في جو مميز للسهرات الصيفية التي أصبحت تستمر إلى ساعة الفجر، خاصة في أيام نهاية الأسبوع وتفرغ العائلات من كامل التزاماتها.
من جهتها تعمل مختلف المصالح الساهرة على تأمين الشواطئ، على ضمان مجانيتها والتصدي لأي تجاوزات أو مضيقات قد يتعرض لها المصطافون و إبعاد أصحاب المضلات ومحتلي الشواطئ وفرض تعليمة وزارة الداخلية والجماعات المحلية المتعلقة بمجانية الشواطئ.
ولمست النصر في الخرجة الميدانية، استجابة أصحاب المضلات للتعليمات وكرائها بمدخل الشواطئ دون احتلال المساحات وفي هذا الشأن، أكدت مصالح الشرطة ترخيص البلدية لعدد محدود من الشبان لكراء عتاد البحر بالكورنيش، من أجل تقنين العملية ومنعهم من أي احتلال للشاطئ أو وضع طاولات آو كراس وفرض كرائها على المصطافين، كما سجل تراجع سطوة أصحاب الشمسيات بشواطئ الكورنيش، كونها الواجهة الأولى للمصطافين وزوار المدينة.
و في لقائنا ببعض المصطافين وهم يغادرون شاطئ « الفيدرو»، أكدوا أنهم تمكنوا من وضع مضلاتهم بالقرب من الشاطئ دون مضايقات أو فرض كراء شمسيات وكراس من قبل أصحابها وقال أحد المصطافين بأنه أصبح يجلس في المكان الذي يريد بكل حرية وفي ما يتعلق بركن السيارات، أضاف بأنهم يركنونها بالحظيرة القريبة من الشاطئ بالتسعيرة المحددة من قبل بلدية عنابة المقدر بـ 100 دج.
ولدى وصولنا إلى شاطئ سانكلو، وجدناه مكتظا بالمصطافين وفي حديثنا لبعضهم، أكدوا أنهم وجدوا سهولة في وضع الشمسيات والعتاد بكل حرية دون مضايقات.
وكشفت قيادة الشرطة بعنابة، عن وضع مخطط عملياتي خاص طيلة موسم الاصطياف، بالتعاون مع مصالح الدرك الوطني ومختلف القطاعات، في إطار تأمين المصطافين، يرتكز على تعزيز الحماية والمراقبة لشبكة الطرقات و الأماكن التي تعرف توافدا كبيرا من طرف المواطنين، خاصة وأن ولاية عنابة منطقة سياحية تشهد إقبالا كبيرا من الولايات الأخرى، بالإضافة إلى التشكيلات المتحركة، بهدف تأمين ومراقبة المناطق التي تعرف توافدا كثيفا للمصطافين وكذا الأماكن المعزولة غير المحروسة التي تستقطب المنحرفين .
وبخصوص الجانب الصحي، تسهر مصالح الشرطة والدرك على مراقبة المطاعم و رفع المخالفات المتعلقة بالصحة والنظافة العمومية، حسب التنظيم ساري المفعول.
حسين دريدح
