تسبب خروج الأوراق الميتة لنبتة «بوسيدونيا»، أو ما يعرف محليا بـ «اللمش»، خلال اليومين الفارطين، في تشكيل صعوبة في السباحة بالشاطئ المركزي بالعوانة، غرب ولاية جيجل، فيما تدخلت مصالح البلدية، الصباح الباكر من يوم أمس، لإزالة البقايا ما سمح بعودة الحياة للشاطئ الذي يعرف إقبالا كبيرا للمصطافين.
وتكدست كميات من هذه النبتة على الشاطئ المذكور، نتيجة للاضطراب البحري الأخير الذي شهده البحر وأدى إلى غلق الشاطئ وتراكم النبتة على طوله، ما تسبب في نفور المصطافين، حيث تراكمت بقايا الأوراق الميتة في شكل كتل كبيرة على طول الشاطئ، ما أدى إلى خلق صعوبة في سباحة المصطافين وتشكيل خطر على الأطفال الصغار خصوصا.
وأشار بعض مستغلي الشاطئ، إلى أن تراكم النبتة جاء بعد الاضطراب الأخير في البحر وأدى إلى تجمعها بصورة كبيرة، ونجمت عن ذلك صعوبة في السباحة من قبل المصطافين وكذا التأثير على السباحة بالنسبة للأطفال الصغار، فيما ذكر آخرون، أن الأمر أخاف بعض الزائرين الذين لا يعرفون النبتة المشهورة في البحر الأبيض المتوسط.
وذكر رئيس البلدية بالنيابة للنصر، أنه تم في الصباح الباكر، تجنيد العديد من الآليات والقيام بعملية تنظيف واسعة للشاطئ وإزالة النبتة بمشاركة متطوعين ومستغلي الشاطئ، إذ تمت العملية قبل الساعة التاسعة صباحا، موعد عمل حراس الشواطئ.
وأوضحت الخبيرة في علم الإيكولوجيا، نادية رمضان، للنصر، أن «بوسيدونيا» تعتبر من أهم النباتات البحرية في البحر الأبيض المتوسط وتلقب برئة المتوسط لفوائدها البيئية الكثيرة، وتمتلك هذه الأعشاب البحرية خصائص مشابهة للنباتات الأرضية وهي الوحيدة المزهرة وتنتج ثمارا في البحر.
وتتكون النبتة من جذر تنبثق منه أوراق طويلة شبيهة بالشريط وقد يصل طولها إلى حوالي متر ونصف، ولها جذور تسمح لها بتثبيت نفسها على الرمال، وأضافت الخبيرة أن «بوسيدونيا» لها دور مهم ومتعدد الجوانب في البيئة البحرية، فهي فعالة في تصفية مياه البحر وإنتاج الأوكسيجين.
كما توفر هذه الأعشاب المأوى والغذاء للعديد من الأسماك والكائنات البحرية، إلى جانب دورها المهم في حماية الشريط الساحلي من التآكل، من خلال لعب دور الحاجز المخفف لقوة الأمواج البحرية في المياه الضحلة ودعم تماسك قاع البحر والتخفيف من تأثير التيارات الساحلية على الرواسب وتثبيتها بواسطة جذورها، تماما كما تفعل النباتات على اليابسة في حماية التربة من عوامل الانجراف، كما أنها من النباتات البحرية التي ساهمت في تصنيف المحمية البحرية للحظيرة الوطنية لتازة.
كـ.طويل