أعلنت مؤسسة الجزائرية للمياه بوحدة عنابة، عن انقطاع المياه الصالحة للشرب لفترة غير معلومة، مع تغيير برنامج التوزيع بداية من يوم، أمس، على مستوى بلديات عنابة، سرايدي، البوني، سيدي عمار، الحجار والمدينة الجديدة بن مصطفى بن عودة بذراع الريش وهي أكبر المدن والتجمعات السكنية كثافة والتي تعاني في الفترة الأخيرة من تذبذب في التوزيع خاصة بالبوني.
وأرجعت مصالح الجزائرية للمياه، تغيير برنامج التوزيع، حسب ما جاء في بيانها، إلى إطلاق أشغال إصلاح 3 تسربات هامة مسجلة على مستوى قناة الجر بقطر 930 ملم والرابطة بين محطة المعالجة الشعيبة وسد الشافية في شطرها العابر لمنطقتي زريزر والبسباس بولاية الطارف، ما أدى إلى توقف الإمداد على مستوى محطة الضخ الرئيسية بالملاحة، التي تزود عنابة بـ 90 بالمائة من المياه الشروب، كما تندرج الأشغال وفقا للمصدر، في إطار برنامج القضاء على التسربات.
ودعت الجزائرية للمياه المواطنين وسكان 6 بلديات، لاتخاذ كل احتياطاتهم طيلة فترة الأشغال، كما طمأنت بالإبلاغ عن المستجدات إلى غاية عودة التوزيع إلى نظامه العادي فور انتهاء الأشغال. وعبر مواطنون عن استيائهم من الأزمة التي تشهدها عنابة في التزود بالمياه، حيث أصبحت مدة الانقطاع تتجاوز مدة 5 أيام، رغم القيام باحتياطات التخزين في البيوت، بعدما أصبحت الكمية لا تكفي بالمقارنة مع حجم الاستهلاك اليومي، كما تسجل في هذه الفترة خلال فصل صيف، استهلاكا كبيرا للمياه مع زيادة توافد المصطافين على عنابة.
من جهتها أطلقت مديرية الموارد المائية لولاية عنابة، أشغال تجديد قنوات المياه الصالحة للشرب على طول 42 كلم كشطر أول، بعد رفع التجميد عن مشروعين هامين يتعلقان بتجديد أنبوب جر إلى محطة المعالجة بالشعيبة على مسافة 8.5 كلم و175 كلم من الشبكات الثانوية التي تزود المواطنين، ما يسمح لشركة الجزائرية للمياه، بتحسين برنامج التوزيع.
واستنادا لمديرة الموارد المائية، بريكي جميلة، فإن عملية تجسيد المشاريع التي ستنجز على مراحل، ستسمح باسترجاع كميات هامة من المياه، إلى جانب الجهود التي بذلت في هذه الفترة، من خلال أشغال الإصلاح على مستوى القنوات الرئيسية القادمة من الطارف والتي مكنت من استرجاع مياه ضائعة قدرت بـ 9 آلاف متر مكعب على مستوى قناة سد ماكسة و6 آلاف من قناة سد الشافية.
وأكدت بريكي، أن تحسين خدمة التزود بالمياه الشروب، مرتبط بتجديد خط النقل من الطارف إلى عنابة وكذا القضاء على التسربات على مستوى الشبكات، حيث تشير التقديرات إلى ضياع نحو 40 بالمائة من المياه التي تنطلق من السدود باتجاه الخزانات على مستوى مختلف بلديات الولاية، ما يطرح إشكالا كبيرا في نظام توزيع المياه.
وبحسب بريكي، فقد تم وضع خطة لتسيير المخزون، بسبب انخفاض قدرة تخزين سد الشافية الممون الرئيس بالمياه لولاية عنابة، والذي تبلغ سعته 155 هم مربع، وتقليص مدة التزود مع تعديل برنامج التوزيع، حيث أصبح 61 بالمائة من مشتركي الجزائرية للمياه، يتزودون مرة واحدة كل 3 أيام، و 14 بالمائة يتزودون كل أربعة أيام، و 8 بالمائة مرة كل خمسة أيام و 17 بالمائة كل يومين، حسب خصوصية كل منطقة، حيث تحصي ذات المصالح 180 ألف زبون بتعداد سكاني يتجاوز 800 ألف نسمة.
وفي سياق متصل، يرى سكان الولاية في مشروع محطة تحلية مياه البحر، الحل الوحيد للقضاء النهائي على مشكلة التزود بالمياه الشروب، حيث انطلقت أشغال المحطة على مستوى الدراوش بالطارف والتي تمكن من تزويد عدة بلديات بالولاية، بينما الحصة الأكبر ستوجه إلى عنابة.
حسين دريدح