سيودع سكان المجمع الريفي بقرية حمام برادع ببلدية هليوبوليس شرقي قالمة، معاناة طويلة مع قارورات الغاز هذا الشتاء بعد دخول مشروع الربط بالغاز الطبيعي مرحلة الإنجاز، حسب ما علم من مصالح البلدية التي تولي أهمية كبيرة لتحسين معيشة السكان ومساعدتهم على الاستقرار بالمناطق الريفية النائية.
وتحرز عملية الربط تقدما مشجعا حيث انتقلت الأشغال من شبكة التوزيع الرئيسية إلى توصيلات المنازل التي تشكل أحد أهم التجمعات الريفية بالمنطقة. وتمول شركة الكهرباء والغاز مشروع الربط إلى جانب المواطنين المستفيدين حسب تركيبة مالية دأبت عليها الشركة الحكومية التي تدعم الربط بالكهرباء والغاز بالمناطق المحرومة، لتحسين ظروف المعيشة وتشجيع السكان على إعمار المناطق الجبلية والاستقرار فيها، والمساهمة في الجهد الوطني الرامي إلى تحريك الاقتصاد الريفي المنتج للثروة ومناصب العمل.
ومن جهة أخرى، بدأت شركة متخصصة في أشغال الغاز الطبيعي بمد شبكة جديدة باتجاه عدة مشاتي ببلدية بوحمدان غربي قالمة، بينها مشته عين تويفزة، حيث يتوقع ربط العديد من المنازل في غضون الأشهر القليلة القادمة، للقضاء على أزمة القارورات التي تتفاقم كل شتاء.
ويتوقع أن يشمل الربط أيضا مستودعات تربية الدواجن والمواشي باعتبارها من أهم مصادر العيش بالمناطق الريفية، التي تعرف عودة مكثفة للسكان وخاصة النازحين خلال مرحلة تردي الوضع الأمني سنوات التسعينيات.
قد سجلت ولاية قالمة تغطية واسعة بشبكات الكهرباء والغاز عبر كل البلديات، وانتقلت مشاريع الربط من المدن والقرى الصغيرة إلى المشاتي الريفية، في تحول هام قد يحدث قفزة اقتصادية واعدة في المستقبل، وهجرة عكسية من المدن إلى المشاتي والتجمعات الريفية النائية، حيث تعمل قطاعات أخرى على دعم جهود التجديد الريفي من خلال مشاريع فك العزلة وتربية المواشي والدواجن، والأشجار المثمرة والنحل وبعض الحرف التقليدية ذات الصلة بعالم الريف، الذي ظل قلعة اقتصادية حصينة بالجزائر قبل حدوث النزوح الكبير باتجاه المدن سنوات السبعينيات والتسعينيات.
فريد.غ
