أطلقت مديرية الطاقة والمناجم بقالمة، مشروعا جديدا لربط المناطق الجبلية الغربية النائية بشبكة الغاز الطبيعي، في تحول كبير لتطوير المناطق المحرومة وتحسين معيشة السكان الذين بقوا صامدين فوق الأرض منذ عقود طويلة يواجهون العزلة وظروف المعيشة الصعبة.
وبدأت قنوات الغاز تشق طريقها نحو مشاتي الإقليم الغربي المتاخم للحدود مع ولاية سكيكدة انطلاقا من عين تويفزة، أين تسابق الشركات الزمن لتشغيل الشطر الأول من المشروع قبل حلول الشتاء، في انتظار بقية المشروع الذي يتوقع أن يبلغ مشاتي الملعب والعين الحمراء والنشم والوارثية ودحمون والغرابة، أين تتواجد أعداد هامة من سكان المناطق الجبلية ببلديتي بوحمدان والركنية.
ولم يكن السكان يتوقعون وصول الغاز الطبيعي إلى تلك المناطق الجبلية التي ظلت تعاني العزلة سنوات طويلة، لكنها اليوم بدأت تتعافى بعد أن وصلتها خطوط الإمداد بالكهرباء والطرقات المعبدة، وأخيرا الغاز الطبيعي الذي سيغطي كل الإقليم الغربي في المستقبل القريب بعد مشاتي عين تويفزة، منطلق المشروع الحلم الذي سيغير واقع الإقليم ويشجع النازحين على العودة إلى الأراضي المهجورة والمساهمة في الجهد الوطني الرامي إلى تطوير الاقتصاد الريفي.
وبدأت مشاكل التنمية الريفية تنحصر بالإقليم الغربي بعد تقدم مشاريع بناء الطرقات على نطاق واسع، وإنهاء عمليات الربط بالكهرباء إلى آخر منزل بمشته العين الحمراء أين اشتعلت المصابيح مؤخرا مبددة سنوات طويلة من الظلام.
ويتوقع القضاء على العزلة نهائيا عندما ينطلق مشروع مجاز لبيض ببلدية الركنية والوارثية والسعادنة والغرابة ببلدية بوحمدان، في انتظار التنقيب عن مياه الشرب والسقي، التحدي الأكبر الذي يواجه الإقليم الغربي الذي يعتمد اليوم على المنابع الطبيعية المعرضة للجفاف كل صيف.
وينتج الإقليم الغربي بقالمة أجود أنواع القمح، مدعوما بنسب تساقط معتبر كل شتاء نظرا لقربه من البحر وتواجد غطاء غابي كثيف يساعد على سقوط الأمطار في فصلي الشتاء والربيع. ويسود ارتياح كبير وسط سكان المناطق الجبلية الواقعة غربي قالمة بعد تعبيد الطرقات ومد شبكات الكهرباء وإطلاق مشروع الغاز الطبيعي الذي سيقضي على مشكلة الوقود ويحفز السكان على الاستقرار وبعث المزيد من الاستثمارات في مجال الزراعة وتربية المواشي والدواجن.
فريد.غ
