أشرف وزير التجارة وترقية الصادرات، الطيب زيتوني، من بسكرة، أول أمس، على عملية تصدير شحنة جديدة من الإسمنت نحو كوت ديفوار، لتصل بذلك الكميات المصدرة من هذه المادة منذ مطلع السنة الجارية، إلى مليون طن .
وعاين الوزير خلال زيارة العمل التي قادته إلى الولاية، مصنع "سيلاس" لإنتاج الإسمنت ببلدية جمورة، حيث استمع لعرض مفصل حول هذه المنشأة الضخمة في مجال إنتاج الإسمنت والكلينكر والمصنع عبارة عن شراكة بين مجمع سواكري وشركة لافارج وفقا لقاعدة 49/51، حيث يقوم بإنتاج 3 ملايين طن سنويا من مادتي الإسمنت والكلينكر، تصدر منها مليون طن إلى دول إفريقيا وأمريكا الشمالية وهو مجهز بأحدث التقنيات الصديقة للبيئة وتشرف على تسييره إطارات جزائرية بامتياز.
وبعد ذلك، كان لوزير القطاع لقاء مع الفاعلين في مجال إنتاج وتصدير التمور، وبالمناسبة، أكد التزام الدولة بدعم الشعبة وتذليل كل الصعوبات وأوضح في معرض كلمته، أن الجزائر حققت أرقاما معتبرة في مجال تصدير التمور، بعدما احتلت المرتبة السابعة عالميا لأبرز الدول المصدرة بقيمة مالية 65.89 مليون دولار أمريكي، بما يعادل 72.83 ألف طن تم تصديرها إلى 96 دولة بمختلف أنحاء العالم.
وأكد، زيتوني، أن الدولة تعمل على توسيع وتشجيع الاستثمار في الصناعات التحويلية، للرفع من قيمتها المضافة وتحسين صورة المنتوجات الجزائرية، الأمر الذي سيؤدي حسبه إلى رفع هوامش الربح في الحصص التصديرية، كما يساهم في تنمية الشعب الإنتاجية وترقية الصادرات خارج قطاع المحروقات، تنفيذا لتوجيهات السيد رئيس الجمهورية، كما استمع بعدها لبعض انشغالات الفاعلين في ذات المجال الناشطين بالولاية.
وفي مستهل زيارته لبسكرة، تنقل الوزير إلى بلدية مزيرعة بالجهة الشرقية للولاية، حيث عاين مزرعة نموذجية تابعة لأحد الخواص وبعد أن تلقى شروحات وافية عن المزرعة التي تتوفر على أحدث التقنيات في مجال الزراعة من أنظمة تدفئة، السقي بالتقطير والتغذية الداخلية، أكد أهمية تعميم نماذج التعاونيات في جميع مجالات الإنتاج، خاصة ما تعلق بزراعات الحبوب والبقول الجافة والخضر والفواكه، مبرزا الحاجة الملحة لهذه التعاونيات التي من شأنها أن تقضي على الوسطاء وتعمل كحلقة هامة خاصة في مجال التصدير.
وفي الإطار، أوضح أنه لا يمكن الحديث عن التصدير إلا في ظل وجود حركة اقتصادية نشيطة وإنتاج وفير يغطي احتياجات السوق الوطنية ويسمح بغزو الأسواق العالمية، مشيرا أن كل الجهود منصبة على الرفع من حجم الصادرات خارج مجال المحروقات، خاصة في القطاع الفلاحي.
وأكد أن السياسة الرامية إلى ترقية المنتج الوطني والزراعي خصوصا، تتطلب تدخل قطاعات مختلفة، منها التعليم العالي والبحث العلمي، لإنجاز بحوث تتعلق بإنتاج علامات مسجلة باسم الجزائر في الحبوب والفواكه مثلما هو الحال بالنسبة لدقلة نور.
يذكر أن هذه المزرعة مختصة في مجال إنتاج الخضروات المبكرة إلى جانب الحبوب ويصدر جزء معتبر من المنتوج نحو الدول الأوروبية ودول الشرط الأوسط وتتربع المزرعة على مساحة تفوق 400 هكتار، كما تتوفر على محطة لتوظيب وتصدير الخضروات، تعمل بأحدث التقنيات.
ليتوجه الوزير والوفد المرافق له بعدها إلى مدينة طولقة، عاصمة التمور الجزائرية، أين عاين بها مصنعا لتوظيب وتصدير التمور بمنطقة التجهيزات، لأحد الخواص في المجال، حيث تلقى شروحات وافية عن هذه المؤسسة الرائدة في تصدير مختلف أنواع التمور، حيث تصدر ما مقداره 5 آلاف طن سنويا من التمور لحوالي 34 دولة عبر العالم، ما يمثل 5 ملايين دولار من العملة الصعبة، كما تشغل عددا معتبرا من العمال .
ع/بوسنة