أكد والي جيجل، أمس، ضرورة ضبط خريطة طريق وإستراتيجية لاستغلال أمثل لشعبة النباتات الطبية والعطرية، كون الولاية تحوز على مؤهلات غابية كبيرة، حيث يتطلب الأمر تحويل عملية الاستغلال من النشاط العائلي التقليدي إلى نشاط منظم واحترافي يحقق مداخيل للعائلات والولاية، فيما أشار محافظ الغابات، إلى أن إحصاء 147 نوعا من النباتات الطبية والعطرية، مع وجود نشاط 73 حرفيا في المجال.
وخلال فعاليات اليوم الدراسي الموسوم بـ «إمكانيات وسبل الاستغلال المستدام لشعبة النباتات الطبيّة والعطرية بولاية جيجل»، على مستوى قاعة المحاضرات بالحي الإداري، أكد الوالي أن جيجل تزخر بغابات طبيعية تشكل نسبة كبيرة من مجموع المساحة الإجمالية، وتشكل النباتات المرافقة للغابات والأدغال، الجزء الأكبر من الغطاء الغابي، ما يعني أنها تحتوي على أنواع مختلفة ومتعددة من النباتات الطبية والعطرية التي يتوجب إعطاؤها العناية والاهتمام اللازمين لتطوير نشاطات استغلالها وتوسيع مجالات مساهمتها المباشرة في الاقتصاد المحلي والوطني.
وأكد الوالي أنه لابد من العمل المتواصل والجدي والمحترف، وتنظيم اجتماعات وزيارات ميدانية، كما لابد من استحداث خلايا دائمة متخصصة تضم جميع المتدخلين من أجل العمل على تطوير الشعبة وضبط خريطة طريق وإستراتيجية لتحويل من النشاط التقليدي العائلي إلى النشاط الاحترافي، ليكون بذلك مصدر رزق للعائلات وثروة إضافية للولاية، كون الأخيرة تتربع على مساحة تفوق 82 بالمئة من الغابات. كما أشار مسؤول السلطة التنفيذية، إلى أنه لابد من تشجيع وتوجيه ممتهني شعبة النباتات الطبية والعطرية بالولاية نحو توطين هذا النوع من النباتات، خاصة المحمية منها، مع إنشاء مشاتل خاصة، لاسيما في المناطق المتدهورة جراء حرائق الغابات، وكذا توجيه ممتهني الشعبة للتنظيم في إطار تعاونيات غابية ومؤسسات صغيرة ومتوسطة، لاسيما النسوية منها.
وأضاف المسؤول، أن مصالح الغابات شرعت مع جميع الشركاء والفاعلين، في وضع أرضية وبطاقية تتضمن إحصاء تدريجيا لهاته لأصناف النباتية بالولاية، مع إحصاء جميع الحرفيين والمشتغلين والمتمهنين بالشعبة وذلك بهدف إعطائها إطارا أكثر تنظيما، لاسيما وأن هذا المجال بات يستهوي كثيرا من الشباب الجامعي وحاملي الشهادات في تخصصات الكيمياء والعلوم الزراعية والبيولوجيا، سعيا لإنشاء مؤسسات مصغرة، مع دعوة المهتمين منهم للانخراط في المجالس المهنية المشتركة.
وذكر محافظ الغابات، أن مصالحه أطلقت سنة 2023، عملية إحصاء موسع لجميع أنواع النباتات الطبية والعطرية على مستوى الولاية، وخلصت النتائج الأولية إلى إحصاء ما يقارب 147 نوعا، مضيفا أن هذا العمل المنجز يبقى متواصلا، ومن بين النباتات الأكثر شيوعا ويمكن استغلالها لإنتاج الزيوت الأساسية والنباتية، الضرو بمساحة تقدر بـ 830 هكتارا، الريحان بمساحة بـ 1100 هكتار والخزامى الذي يتوزع على مساحة تقارب 630 هكتارا، كما تم إحصاء وجود ما يقارب 73 حرفيا ينشطون في المجال.
أما مديرية المصالح الفلاحية، فأبرزت أهمية تثمين النباتات الطبية والعطرية عن طريق التوطين بولاية جيجل، وبالنسبة لمديرية الصناعة، فأشارت إلى جهود تنمية الإنتاج الصيدلاني بالولاية، فيما تطرق ممثل مديرية السياحة والصناعة التقليدية، لآليات تنظيم وترقية الاستغلال الحرفي للنباتات الطبية والعطرية، وتطرق أستاذ جامعي، لدور الجامعة في المرافقة وإعطاء نظرة علمية للأهمية الاقتصادية للشعبة.
وبالنسبة لمدير التكوين، فأشار إلى مساهمة قطاع التكوين والتعليم المهنيين في ترقية شعبة النباتات الطبية والعطرية، أما الدكتور بلال عاشوري، مستشار بحث لدى مركز البحث العلمي والتقني في التحاليل الفيزيوكيميائية ببوسماعيل في ولاية تيبازة، فتطرق لأهمية التحاليل الكيميائية، فيما أبرزت مديرة الحظيرة الوطنية لتازة، مقومات هذه الحظيرة.
كـ.طويل