يعرف احتياطي سد بوحمدان بقالمة، ارتفاعا مستمرا عقب الأمطار الأخيرة التي أدت إلى تشبع الطبقات الأرضية وجريان الأودية المغذية لأكبر سد بالمنطقة.
و إلى غاية، أمس الثلاثاء، تجاوز احتياطي السد 40 مليون متر مكعب من المياه الموجهة لتزويد أكثر من نصف سكان الولاية بمياه الشرب، و يتوقع دخول المزيد من المياه الأيام القادمة مطمئنة المشرفين على قطاع الموارد المائية و السكان الذين مروا بأوقات صعبة الصيف الماضي عندما كاد السد أن يتعرض للجفاف التام في واحدة من أسوأ موجات الجفاف التي تعرفها المنطقة منذ عدة سنوات.
و يعتمد سكان مدن و قرى بلديات قالمة، حمام دباغ، بن جراح، الركنية، هواري بومدين و مجاز عمار بشكل رئيسي على مياه سد بوحمدان وفي كل موجة جفاف يتأثر نحو 300 ألف نسمة بنقص في مياه الشرب وتبدأ إدارة المياه في البحث عن المزيد من الحلول.
ويأمل منتجو الخضر والفواكه بمحيط السقي قالمة بوشقوف، في أن يتعافى السد الكبير الذي يستوعب نحو 185 مليون متر مكعب، حتى يتمكنوا من سقي المحاصيل الموسمية التي اعتادوا على زراعتها بالمحيط المذكور، حيث تعد الطماطم الصناعية من أهم المحاصيل التي تعتمد على مياه السقي كل صيف.
وبالرغم من تجاوز مرحلة الخطر بخصوص مياه الشرب الصيف القادم، فإن قطاع المياه يحرص على المزيد من الإجراءات المتعلقة ببرنامج التوزيع اليومية لمياه الشرب حتى لا تتكرر أزمة الأشهر الماضية عندما انخفض احتياطي السد إلى ما دون 10 ملايين متر مكعب من المياه، مقتربا من الجفاف التام.
وتعد ولاية قالمة واحدة من ولايات شمال البلاد الأكثر عرضة لنقص مياه الأمطار في السنوات الأخيرة حيث تراجعت معدلات توزيع مياه الشرب وتوقف محيط السقي عن العمل وبدأت المساعي نحو المزيد من الحلول كالتنقيب عن المياه الجوفية ومعالجة كسور الشبكات والتفكير في خطط مستقبلية لجلب مياه سد زيت العنبة بولاية سكيكدة ومد القنوات نحو محطة تحلية مياه البحر المزمع تشغيلها بولاية الطارف في المستقبل القريب في إطار الجهد الوطني الرامي إلى توفير مياه الشرب للسكان.
فريد.غ