شهدت ولاية عنابة، خلال 72 ساعة الماضية، تساقطا غزيرا للأمطار على جميع المناطق، كانت أكثر حدة بالجهة الغربية بكل من شطايبي، واد العنب، برحال، إلى جانب التهاطل الكثيف بأعالي جبال الايذوغ، ما تسبب في انهيار بعض الطرقات البلدية بسرايدي وارتفاع منسوب الوديان وحدوث فيضانها جراء السيول، ببعض المناطق وامتلاء المسطحات المائية وتراكم المياه بأحياء وتجمعات سكنية.
واستنادا لمصالح الحماية المدنية، فقد تدخلت فرقها على مستوى دائرة شطايبي، في حدود الساعة السادسة صباحا و 45 دقيقة، لامتصاص مياه تسربت إلى مداخل العمارات بالمكان المسمى مشتة الزاوية، بسبب ارتفاع منسوب الوادي، إلى جانب تقديم مساعدات للمواطنين من أجل العبور، دون تسجيل خسائر بشرية.
من جهته وجه رئيس بلدية سيرايدي، علي راشدي، أمس، تنبيها للمواطنين ومستخدمي المركبات، بأن الطريق المؤدي إلى منطقة عين بربر مقطوع بالمكان المسمى براكة الكرسي، بعد سقوط حجارة كبيرة وحدوث انزلاق جزئي وأكد، راشيدي، أن الطريق سيبقى مغلقا إلى غاية تحسن الطقس وتدخل مصالح مديرية الأشغال العمومية لإزالة انهيار الحجارة، حيث تم استحداث ممر صغير للعبور إلى غاية استكمال الأشغال.
كما تم تسجيل سقوط شجرة كبيرة وانزلاق للتربة بالطريق المؤدي إلى منطقة الزريبة بسرايدي، حيث تم فتح الطريق بعد تدخل عمال البلدية، بقطع الشجرة وإزالة المخلفات.
وتم تشكيل فرق تدخل مختلطة بين ديوان التطهير والأشغال العمومية، والري والمصالح التقنية للبلديات، حيث عملت على امتصاص المياه وفتح المجاري ورفع النفايات والتنظيف ومواصلة جهر الخنادق وجهر البالوعات، بعد أن تحولت طرقات ومسالك إلى مسطحات مائية.
كما سجلت تدخلات بأحياء في مدينة عنابة والبوني والحجار، التي تعد أكبر الأحياء تضررا، على غرار حي سيبوس، لوقوعه في مستوى سطح البحر قبالة الشواطئ، في انتظار استكمال مشروع محطة الرفع وتجديد شبكات الصرف الصحي والمياه.
وقد عانت عائلات من تراكم المياه وتسربها إلى منازلها، محاولين إزالة انسداد قنوات الصرف القريبة من سكناتهم، بهدف خفض منسوب المياه الذي واصل ارتفاعه مع استمرار تساقط الأمطار دون توقف.
من جهته قام ديوان التطهير، بتشغيل جميع محطات الرفع الموزعة عبر بلديات الولاية، للتخفيف من أثار الفيضانات وإبقاء العاملين مناوبين إلى غاية تحسن الوضعية الجوية.
وأدت الأمطار الغزيرة المتساقطة، إلى القطع المؤقت للعديد من الطرقات والأنفاق الأرضية بأحياء متفرقة، نتيجة لانسداد مجاري وقنوات المياه، بفعل السيول الجارفة القادمة من مرتفعات جبال الإيذوغ، ما تسبب في عرقلة حركة المرور وصعب مرور السيارات والمواطنين.
كما شكلت مصالح ولاية عنابة، خلية يقظة، لمتابعة الأوضاع ورصد تطورات التساقط الغزير للأمطار بالأحياء والقطاعات الحضرية الموجودة تحت سطح البحر. من جهتها تدخلت مصالح أمن ولاية والدرك والحماية المدنية بعنابة، على مستوى الطرقات والأحياء والنقاط السوداء التي تشهد فيضانات وعرقلة في حركة المرور، إلى جانب التحسيس لفائدة سائقي مختلف المركبات، بإسداء جملة من النصائح والإرشادات المتعلقة بضرورة احترام قانون المرور وقواعد السياقة السليمة أثناء التقلبات الجوية والتبليغ عن النقاط السوداء.
كما قامت مصالح مديرية النشاط الاجتماعي، بالتنسيق مع مصالح بلدية عنابة ومستشفى أبو بكر الرازي، بمرافقة أمنية، بجولة عبر مختلف أزقة وشوارع المدينة، لتقديم المساعدة للأشخاص بدون مأوى وتحويلهم إلى مراكز التكفل، لحمايتهم، ما أثر على التقلبات الجوية وانخفاض درجة الحرارة .
حسين دريدح
