تسببت التقلبات الجوية التي شهدتها ولاية سكيكدة، خلال 36 ساعة الماضية، في حدوث فيضانات نتيجة لارتفاع منسوب مياه الأمطار على مستوى عدة بلديات، أدت إلى غمر مؤسسات تربوية وطرقات وانزلاقات أرضية وصخرية، كما هو الحال ببلديتي الحدائق ورمضان جمال وأولاد أعطية، ما استدعى تدخل الحماية المدنية لامتصاص المياه بالنقاط السوداء ونجاحها في إنقاذ شخصين علقا داخل سيارة جرفتها مياه وادي ببني والبان.
وأجرت الوالية زيارات ماراطونية لمعاينة المناطق التي مستها الفيضانات والوقوف على السير الحسن لعمليات التدخل لحماية أفراد والممتلكات من خطر التقلبات الجوية، موجهة تعليمات لمدير الموارد المائية، بانتقاء مقاولات ذات كفاءة لإنجاز مشاريع شبكتي مياه الشرب والصرف الصحي، مؤكدة على وقوف الدولة إلى جانب المتضررين وحماية ممتلكاتهم.
وأحصت الحماية المدنية خلال عمليات التعرف والاستطلاع 9 عمليات تدخل من أجل امتصاص مياه الأمطار، لاسيما في بلدية الحدائق، بسبب ارتفاع منسوب مياه وادي كندة والماجن، ما أدى إلى غمر سيول الأمطار لمدرسة أول نوفمبر وتسرب المياه إلى أحد الأقسام الجاهزة بمدرسة دخيل الطاهر وخلق صعوبة في الحركة بعدة طرقات والأحياء والشوارع.
وفي بلدية رمضان جمال، ارتفع منسوب مياه وادي الصفصاف، ما بعث الرعب وسط العائلات خوفا من اجتياح الفيضانات للمنازل كما حدث في الفيضانات السابقة، لكن ولحسن الحظ، فإن منسوبه لم يتجاوز الحد الذي يشكل أي خطر على السكان وسجل تسرب لمياه الأمطار بساحة ثانوية مالك بني نبي وحدوث انجراف صخري على مستوى الطريق الوطني رقم 3 الذي يربط المدينة بصالح بوالشعور، لكن دون التأثير على سير المركبات.
أما ببلدية عاصمة الولاية، فتم تسجيل ارتفاع منسوب المياه بأحياء حي مرج الديب، بثلاثة مواقع، خاصة بالقرب من العيادة متعددة الخدمات و 20 أوت 1955، بينما في بلدية القل، سجل ارتفاع في منسوب مياه الأمطار بحي 700 مسكن وفي مسكن فردي بمنطقة توسان ونهج شيخي أحمد.
وبعين قشرة، تدخلت الحماية لامتصاص المياه من منزل في الطابق الأرضي لعمارة بحي 22 سكنا وكذا بثانوية مالك بن نبي وببلدية سيدي مزغيش، سجل ارتفاع في منسوب وادي الكبير دون تسجيل أي خطر، كما تسببت التقلبات الجوية ببلدية أولاد أعطية، في حدوث انزلاق ترابي بالطريق الرابط بين قرية الواحة وقرية لحبالات، حيث قام عمال الأشغال العمومية البلدية برفع التربة وإزالة الأوحال من الطريق لضمان انسيابية في حركة سير المركبات، فيما أدت التقلبات الجوية ببلدية سيدي مزغيش، في سقوط سيارة من جسر بالوادي الكبير، كان على متنها شخصان وقد تدخلت الحماية المدنية لإنقاذ شخصين كانا على متنها وإسعافهما و نقلهما إلى العيادة متعددة الخدمات في بني والبان وإخراج السيارة من الوادي.
وببلدية حمادي كرومة، سجل ارتفاع في منسوب المياه، لكن من دون تسجيل أي خطر، بعد أن تدخلت الحماية المدنية لامتصاص المياه المتراكمة بعدة مواقع سكنية، بينما في منطقة بوزعرورة ببلدية فلفلة، فقد تسببت سيول الأمطار في غمر مشروع محطة تصفية ومعالجة مياه الصرف الصحي، لاسيما وأن المنطقة تتواجد في أرضية رملية، فيما سجلت الحماية المدنية ارتفاعا في منسوب مياه 3 أودية ويتعلق الأمر بوادي كندي الماجن، الصفصاف، لكن ليست بالحدة التي سجلتها فيضانات نوفمبر 2023.
من جهتها قامت الوالية بزيارات ماراطونية للمواقع المتضررة من الفيضانات عبر البلديات المذكورة، من أجل الوقوف على السير الحسن لعمليات تدخل عناصر الحماية المدنية ومختلف المصالح التقنية لحماية الأفراد وممتلكاتهم من خطر التقلبات الجوية، حيث أكدت في حديثها مع المواطنين، وقوف الدولة وحرصها الدائم على حماية المواطنين وممتلكاتهم من خطر الفيضانات، من خلال حشد كافة الإمكانيات المادية والبشرية والاستعانة بعتاد البلديات المجاورة والمقاولات المتعاقدة، من أجل ضمان التدخل الفوري لإنهاء عمليات التدخل والعمل على ضمان عودة الأمور إلى طبيعتها عبر كامل النقاط السوداء.
كما أمرت باتخاذ الإجراءات والتدابير الاستعجالية بغية رفع مخلفات الفيضانات وشددت ببلديتي الحدائق ورمضان جمال، بضمان سير فترات التدريس بالمؤسسات التربوية، لاسيما وأن التلاميذ مقبلين على امتحانات الفصل الثاني ووجهت تعليمات لمدير الموارد المائية، بانتقاء مقاولات ذات كفاءة وقادرة على إنجاز المشاريع الخاصة بقنوات مياه الشرب وكذا قنوات الصرف الصحي والتي يشترط أن يحوز على الدرجة 6 فما فوق وضرورة امتلاكها للعتاد الكافي لضمان جودة ونوعية الإنجاز، لاسيما وأن الدولة سخرت أموالا باهظة لتجسيد المشاريع.
كمال واسطة