شهدت العديد من المناطق المجاورة لوديان الولاية بجيجل، ارتفاعا في منسوب المياه، جراء التقلبات الجوية والتساقط الكبير لمياه الأمطار، ما نجم عنه تدفقها باتجاه سكنات عائلات، بالإضافة إلى غلق طرقات وانجراف للتربة وعزل سكنات، على غرار 1200 عائلة مقيمة بشقق عدل بالكلم الخامس، فيما تجندت مختلف المصالح وسجلت تدخلات لمصالح الحماية المدنية بجيجل، لإجلاء أزيد من 15 شخصا كانوا عالقين وسط الوديان، مع تضرر البيوت البلاستكية وتلف المنتوجات الفلاحية عبر مختلف المساحات الزراعية شرق الولاية وإجلاء عائلات من منازلها المهددة بالانهيار.
ارتفاع منسوب مياه الوديان يعزل عائلات
وعاشت العائلات المقيمة بجوار وديان الولاية، كابوسا حقيقيا منذ الساعات الأولى لبداية ارتفاع منسوب المياه عبر الوديان، حيث فاقت كمية التساقط خلال ست ساعات، 62 ملم، وقد وقفت النصر على الوضعية وكانت البداية بالكلم الخامس في عاصمة الولاية، حيث عزلت المياه المتدفقة من وادي منشة، القاطنين بالتجمع السكني «عدل» الذي يضم 1200 سكن، حيث ارتفع منسوب المياه من الوادي واتجاهه مباشرة نحو التجمع السكني الجديد، ما أدى إلى تشكل بحيرة ومنع العائلات من الخروج وقد شكلت فرق من الحماية المدنية ومختلف المصالح قصد متابعة الوضعية وإنقاذ العائلات المحاصرة بالمياه، حيث تابع والي الولاية الوضعية رفقة السلطات المختصة والعمل على تسريح المياه وامتصاصها ورغم المجهودات المبذولة، إلا أن قوة المياه المتدفقة أحبطت عزيمة الجميع، كون منسوب المياه كان يزداد بقوة ولم يعد مجرى الوادي يستوعب الكميات المتساقطة من مياه الأمطار وقد وقفنا على صراخ العائلات وبكاء الأطفال، فيما طمأنتهم المصالح المختصة. وببلدية العنصر، أدى ارتفاع منسوب وادي إيرجانة والوادي الكبير، إلى تدفق المياه باتجاه المناطق المجاورة وبشكل كبير إلى العيادة متعددة الخدمات والتي أدت إلى تعطيل الخدمات المقدمة، كما شهدت تجزئة المستقبل، تجمعا كبيرا لمياه الأمطار وتدفقها إلى ثانوية، بوضريوة مخلوف، وكذا حي الشهيد، بوشارب محمد، أين لجأت مصالح الحماية المدنية لاستعمال الزوارق المطاطية.وقد عاشت العائلات حالة من الهلع، في ظل التساقط المستمر للأمطار وتواصل تدفق المياه من الوديان، لاسيما بنقاط التلاقي.
وببلدية خيري واد العجول، أدت التقلبات الجوية إلى قطع الطريق نتيجة لارتفاع منسوب مياه الوادي الكبير وشهد الطريق الوطني بمنطقة لعرابة، انزلاقا للتربة وقطع جزئي للطريق وفي بلدية الطاهير، بجوار وادي تاسيفت، دقت مصالح البلدية ناقوس الخطر ودعت عبر صفحتها، العائلات، إلى ضرورة إخلاء منازلها، مع أخذ الحيطة والحذر جراء ارتفاع منسوب المياه بالوادي، مع تجنيد كافة الوسائل الضرورية قصد تسريح الوادي والبالوعات وببلدية الشحنة، تم إجلاء ثلاث عائلات مهددة بخطر انهيار المنازل التي تقطنها، حيث تم نقلها مؤقتا إلى المدرسة الابتدائية، منهان عمار، بالشحنة مركز.
انهيار معابر وغلق طرقات
وعرفت معظم بلديات الولاية، انقطاعا للطرقات جراء ارتفاع منسوب مياه الأمطار أو انجراف التربة، حيث لخصت مصالح الولاية ضمن بيان أشارت فيه إلى الوضعية العامة في حدود الساعة السابعة من مساء يوم الخميس، حيث عرفت تجمعا لمياه الأمطار، تساقطا للحجارة والصخور ببعض البلديات وارتفاع في منسوب مياه الأودية والشعاب وفي هذا الإطار، عكفت السلطات المحلية ممثلة في المصالح المتدخلة بمخطط النجدة الولائي وتحت إشراف مباشر من الوالي، بتسخير كافة الإمكانيات المادية والبشرية، من أجل امتصاص مياه الأمطار المتراكمة، تسريح البالوعات، إزالة الأتربة والصخور لفتح الطرق المقطوعة وتسهيل حركة سير المركبات، إضافة إلى إجلاء بعض العائلات القاطنة بالقرب من الأودية للارتفاع الكبير لمنسوب المياه بـها تفاديا لأي أخطار محتملة، ومازالت عملية التدخل مستمرة لغاية كتابة هاته الأسطر، من طرف المصالح الولائية على مستوى مقاطع بعض الطرقات الوطنية والولائية التي عرفت تجمعا للمياه دون إحداث أضرار بشريةّ.
وبالنسبة لوضعية الطرقات، فسجلت صعوبة في الحركة بالعديد من الطرقات الوطنية والولائية والأشغال جارية لتسهيل حركة تنقل المركبات والأشخاص من طرف المصالح التقنية الولائية المعنية بالتنسيق مع مصالح الدرك الوطني والأمن الوطني، على الطريق الوطني رقم 77 في عدة مقاطع ببلديات جيجل وتاكسنة وصولا إلى بلدية جيملة، أما الطرقات الولائية، فمست العديد منها، على غرار الطريق الولائي رقم 137 أ الرابط بين بلديتي تاكسنة وسلمى بن زيادة، الطريق الولائي رقم 135 أ بمنطقة بديال في بلدية برج الطهر، تدهور جزء من الطريق رقم 137 الرابط بين بلديتي سلمى بن زيادة والعوانة بمنطقة الجوزات، انزلاق جزء من الطريق الرابط بين منطقة ومعبر أولاد فاتح وواد إرجانة ببلدية الجمعة بني حبيبي، مع تسجيل ارتفاع في منسوب الأودية والشعاب على غرار واد النيل، واد منشة، واد بوقرعة، واد تاسيفت، واد الخراتشة، الوادي الكبير، واد بوالمناخر، واد العناب وواد القنطرة، بالإضافة إلى شعبة تيسيبي وشعبة شهية والصفصاف وهي الوضعية التي أدت إلى غمر بعض الطرقات وانسداد مجاري مياه الأمطار والأشغال جارية من طرف المصالح التقنية الولائية بتسخير المقاولات العمومية والخاصة لتسريح وامتصاص المياه وإزالة الأتربة والحجارة المتراكمة.
وتواصل تدخل مختلف المصالح، أمس الجمعة، لتصريف وتنقية بالوعات مياه الأمطار وامتصاص المياه المتراكمة على مستوى عدة نقاط بجوار واد الكبير، واد بوقرعة، وادي سعيود وواد النيل ببلديات الميلية، العنصر والشققة، كما تم إخلاء بعض السكنات وإجلاء العائلات من طرف مصالح الحماية المدنية التي غمرت مياه الأمطار مساكنهم على مستوى بلديات قاوس، العنصر، أولاد يحيى خدروش وجيجل، حيث تم التكفل بنقل بعضهم لدى أقاربهم والبعض منهم تم نقلهم إلى بيوت ودور الشباب إلى غاية استقرار الوضعية وقد كانت الوضعية محل متابعة من قبل الوالي، حيث قام طيلة اليوم بمعاينة مختلف النقاط التي عرفت تضررا بسبب التهاطل الكثيف للأمطار.
الحماية المدنية تنقذ عشرات المواطنين
وقد تجندت مصالح الحماية المدنية حيث قامت بإنقاذ العديد من المواطنين العالقين وسط الوديان وداخل سكناتهم، فيما سجل انهيار منزلين غير مأهولين بالسكان في عاصمة الولاية، دون تسجيل خسائر في الأرواح، حيث ذكرت المكلفة بالاتصال بالحماية المدنية بجيجل، النقيب بومالة أحلام للنصر، أن مصالح الحماية المدنية بجيجل، تلقت الدعم من قبل فرق 4 ولايات، خنشلة، قالمة، بسكرة والمسيلة، تبعا لتعليمات المديرية العامة، عبر قدوم 54 عونا، من بينهم غطاسون مجهزون بكامل التعداد والوسائل الضرورية والمستعملة في امتصاص مياه الأمطار وزوارق مطاطية.
تلف محاصيل مئات البيوت البلاستيكية
وأكد رئيس الغرفة الفلاحية، باقة توفيق، للنصر، تضرر مساحات واسعة من المحاصيل الفلاحية، بمئات البيوت والأنفاق البلاستيكية وكذا نفوق حيوانات، مشيرا إلى أن المعاينة الأولية بعد تراجع منسوب المياه، أمس الجمعة، كشفت عن كارثة في المحاصيل الفلاحية من خضروات وفراولة والتي أثرت في معنويات الفلاحين، فيما أشارت المصالح الفلاحية، إلى قيام المديرة الولائية والمصالح المختصة، بخرجة استعجالية لمعاينة الأضرار الناجمة عن التقلبات الجوية والوقوف جنبا إلى جنب مع الإخوة الفلاحين. وذكر فلاحون في اتصالهم بالنصر، أن حجم الكارثة لا يمكن وصفه، مؤكدين فشل الموسم الفلاحي.
وذكرت مصالح الموارد المائية بجيجل، بامتلاء سدي بوسابة وكيسير، تبعا لتساقط الأمطار التي شهدتها مختلف مناطق الولاية والتي تعدت 62 ملم خلال 6 ساعات وقد استمر غلق العديد من الطرقات، أمس
الجمعة. كـ.طويل