سلّطت، أمس، محكمة الجنايات الابتدائية بمجلس قضاء أم البواقي، أحكاما بالسجن النافذ في حق أفراد عصابة يرتدي عناصرها زي أعوان شركة سونلغاز للقيام بعمليات السطو، أين قاموا بالاستيلاء على قواطع كهربائية أسبوعا فقط بعد تشغيلها داخل المستشفى الجديد 240 سريرا بعين مليلة الذي لم يسلّم بعد، والتي تتجاوز قيمتها 1.2 مليار سنتيم.
وقضت هيئة المحكمة بإدانة كل من (ب.ب) و(ز.إ) غيابيا كونهما في حالة فرار بعقوبة 20 سنة سجنا نافذا وهي نفس التماس ممثل النيابة العامة، مع إدانة المتهم المسمى (ز.ع.ح) البالغ من العمر 56 سنة بعقوبة 10 سنوات سجنا نافذا ومليون دينار غرامة مالية، وهو الذي التمس ممثل الحق العام إدانته بعقوبة 15 سنة سجنا نافذا ومليوني دينار غرامة مالية، مع إلزام المتهمين بتعويض الضحية بمبلغ 1 مليار سنتيم تضامنا فيما بينهم، وتوبع الثلاثة بجناية السرقة بتوافر ظروف التعدد والكسر واستحضار مركبة.
القضية ترجع لتاريخ السادس من شهر أوت من سنة 2022، عندما تقدم المسمى (ع.ر) صاحب مقاولة متخصصة في أشغال البناء، بشكوى أمام مصالح أمن دائرة عين مليلة، قيّدها ضد مجهولين متهما إياهم بالاستيلاء على قواطع كهربائية ضغطها يقدر بـ1200 أومبير وتقدر قيمتها بمبالغ مالية معتبرة، وذلك بعد أسبوع فقط من تشغيلها وإنارة جميع مصالح المستشفى تحضيرا لتسليمه لمديرية التجهيزات العمومية، لتنطلق التحقيقات الأمنية في القضية بمعاينة مكان تواجد القواطع على مستوى مشروع إنجاز مستشفى 240 سريرا بعين مليلة، والذي لم يسلم لحد الساعة في ظل عدم اكتمال صفقة التجهيز.
وعادت الشرطة لتسجيلات كاميرات المراقبة بالمستشفى التي كشفت عن وجود سيارة تحمل ترقيم ولاية عنابة في محيط مدخل المستشفى من نوع «كليو كومبيس»، والتي تبين بأنها لأحد المتهمين الذي اشتراها قبل أيام من السرقة وسجلها على مستوى مصلحة البطاقات الرمادية ببلدية عنابة باسم زوجته، كما كشف أحد الأعوان المكلفين بالحراسة بالمستشفى ويتعلق الأمر بالمدعو (ع.م) بأنه شاهد يوم عملية السطو 3 أشخاص يرتدون الزي الرسمي لأعوان شركة «سونلغاز»، أحدهم يرتدي خوذة صفراء اللون.
وقامت مصالح الشرطة بنشر معطيات حول القضية لمصالح الأمن بالولايات المجاورة، أين نجحت عناصر الفرقة الإقليمية للدرك الوطني بمدينة عين ياقوت بولاية باتنة، شهر ديسمبر من سنة 2022، في توقيف سيارة سياحية من نوع «هيونداي إي10» تحمل ترقيم ولاية باتنة، سالكة طريقا فرعيا، وعند التدقيق في هوية من كان على متنها تبين بأن بها مشتبها بهم مبحوثا عنهم في عملية السطو التي حصلت بمدينة عين مليلة.
كما مكنت عملية تفتيش المركبة رجال الدرك، من ضبط معدات تقنية وتجهيزات تستعمل من طرف أعوان شركة الكهرباء، الأمر الذي عزز فرضية تورط المتهمين الثلاثة، وعند التحقيق مع المعنيين اتضح بأنهم على صلة بالمركبة السياحية التي التقطتها كاميرات المراقبة في محيط المستشفى.
وصرح المتهم الموقوف المسمى (ز.ع.ح) بأنه كان متوجها بمعية صديقيه لمستشفى باتنة، لحجز موعد مع طبيب لإجراء عملية جراحية، غير أنه اتضح بأنه يشتغل حارسا بمستشفى الجسر الأبيض بعنابة، والعملية الجراحية تبين بأنها بسيطة وليست معقدة ويمكن له إجراؤها بالمستشفى الذي يشتغل فيه، وأنكر المتهم تورطه في القضية وعلمه بالتجهيزات التقنية والمعدات التي ضبطت داخل مركبة صديقيه اللذين يتواجدان في حالة فرار.
ممثل النيابة العامة وفي مرافعته أشار إلى أنه وبعد التحريات ثبت ضلوع المتهمين في القضية، كما أن الجرم المقترف هو كارثة في حق مرفق عمومي جاري إنجازه لوضع حد لتنقلات المرضى نحو الولايات المجاورة، وأكد المتحدث بأن القضية انكشفت خيوطها في مدينة عين ياقوت بولاية باتنة، بعد أن تم ضبط مركبة تحمل ترقيم ولاية عنابة بها 3 أشخاص، واتضح بأن بداخل صندوقها الخلفي قفازات خاصة بالتدخل للتيار الكهربائي ذي التوتر العالي من صنع فرنسي، وقفازات عادية وقاطع أسلاك بحجم متوسط، ومفك براغي وكاشف ضغط التيار الكهربائي بأحجام مختلفة وأعمدة حماية من التيار الكهربائي بأحجام مختلفة وصمامات أمان ذات التوتر العالي، وأضاف ممثل النيابة العامة بأن المحجوزات تمثلت في وسائل السرقة وكذا وسائل الحماية من خطر التيار الكهربائي.
أحمد ذيب
