ذكر رئيس مقاطعة الغابات ببئر العاتر ولاية تبسة، أن المساحة الإجمالية المغروسة بالتين الشوكي المعروف «بالهندي»، على المستوى الوطني، تتجاوز 54 ألف هكتار يتوزع نصفها على 6 ولايات شرقية وتحتل ولاية تبسة الصدارة من حيث المساحة المغروسة، بحوالي 15 ألف هكتار ويصل عدد المستفيدين إلى ما يقارب من 7 آلاف مستفيدا.
وذكر المتحدث بمناسبة إحياء اليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف، نهاية الأسبوع، الذي احتضنته دار البيئة ببئر العاتر، أن هذا الصنف من الصبار على مستوى ولاية تبسة، منذ الشروع في الأشغال الكبرى عام 1994، يحظى باهتمام خاص من طرف المسؤولين المحليين، بالنظر لأهميته في حماية الغطاء النباتي المهدد بالتصحر، خاصة وأن 80 بالمائة من المساحة الإجمالية للولاية المقدرة بـ 13878 كلم متر مربع، عبارة عن سهوب وقد توسعت رقعة غراسة التين الشوكي في هذه الولاية بشكل كبير، بعدما كانت لا تتعدى 1000 هكتار خلال السنوات الماضية، موضحا أن المقاطعة التي تضم 4 بلديات، تعمل على تشجيع الفلاحين على الاستثمار في غراسة التين الشوكي، مشيرا إلى أن ذلك من شأنه أن يدعم الخزينة العمومية ويمكن من استحداث مناصب شغل للشباب.
وأكد أن السلطات المحلية، تعمل على مرافقة كل المشاريع التنموية في هذا المجال وتسهيل الإجراءات الإدارية والقانونية ومرافقة المستثمرين الشباب في مجال الصناعة التحويلية للتين الشوكي، بالنظر -كما قال- لاستعمالاته المتعددة في المجال الصحي، التجميلي، الغذائي والبيئي، مضيفا أن محافظة الغابات توفر كل الشروط الضرورية لإضفاء مناخ استثماري خاص بهذه الفاكهة التي تسمى محليا بـ “سلطان الغلة”. وبحسب ذات المتحدث، فإن إنتاج اللتر الواحد من زيت بذور التين الشوكي الذي يباع بحوالي 1000 أورو في مختلف الدول الأوروبية، يتطلب، حسبه، عصر 90 كلغ من التين الشوكي، باستخدام تقنيات ومعدات خاصة، مؤكدا أنه يدخل في تكوين بعض المواد الطبية والصيدلانية وحتى التجميلية.
وذكر في هذا السياق، بتجربة ناجحة في هذا المجال لأحد المستثمرين الخواص، ببلدية بئر العاتر التي يوجد بها مصنع لاستخراج زيت التين الشوكي وتسويقه وإنتاج أعلاف حيوانية غنية بالبروتينات والأحماض الدهنية والمحافظة تعمل على تشجيع الاستثمار في هذه الشعبة الفلاحية، بغية ضخ موارد مالية للخزينة العمومية خارج قطاع المحروقات.
كما أوضح محدثنا، أن للهندي أو الصبار فوائد بيئية، حيث يساهم في تقليص انجراف التربة ويحمي المراعي ويساهم في إعادة الغطاء النباتي، كما أن له مردود اقتصادي كبير، حيث يمكن للدولة الجزائرية أن تستعين به لجلب العملة الصعبة من خلال تصدير زيوته التي تعد الأغلى في العالم ويعتبر من أهم الزيوت التي تستعمل في علاج أعراض الشيخوخة ومكافح جيد للتجاعيد، كما أن بذوره تستعمل في التنشيط الطبيعي لجدران المعدة والأمعاء ويؤكد الخبراء أنه مضاد للتجاعيد ومحارب للبقع السوداء، كما يستخدم في علاج أمراض القلب والشرايين والجهاز الهضمي ويقضي على آثار الحروق والجروح.
ع.نصيب