تسير أشغال إنجاز الرصيف المنجمي المخصص لاستغلال وإنتاج وتصدير الفوسفات بميناء عنابة، بوتيرة متسارعة، بتحقيق تقدم على مستوى تثبيت ورص أتربة الرصيف، الذي بدأت تظهر معالمه بشاطئ سيبوس، حيث تقوم 400 شاحنة يوميا بتفريغ الحصى المستخدم في شق وتثبيت الرصيف الذي سيبلغ طوله 1600 متر وبعمق 18 مترا.
وحسب مدير إنجاز الرصيف المنجمي بميناء عنابة، يونس محمد مهدي، في تصريح لوسائل الإعلام، فإن الأشغال التي انطلقت شهر مارس 2024، تسير بوتيرة عالية بعد تخطي جميع العراقيل التقنية، حيث تمت تهيئة أرضية الإنجاز وتسييج الموقع وإبعاد الخطر عن أنابيب نقل الأمونياك التابعة لشركة فرتيال، ويجري حاليا تنفيذ المشروع وكذا قيام المهندسين الجزائريين رفقة الصينيين، باستكمال الدراسات المتعلقة بتثبيت التربة لتوفير الاستقرار الدائم للهياكل والمنشآت الثقيلة.
كما تم إعداد مخطط لجلب 20 مليون طن من الحصى، حيث تقوم 400 شاحنة بنقل وتفريغ الحصى بموقع الإنجاز، قادمة من أربع محاجر متواجدة بكل من ولايات عنابة، الطارف، قالمة وسكيكدة، يتم التعامل معها حتى لا تتسبب في عرقلة السير وتجنب مرورها على المدخل الشرقي للمدينة والمدخل الرئيسي للميناء التجاري.
ووفقا لذات المصدر، فإن مشروع توسعة ميناء عنابة، يجري على 3 مراحل، الأولى تتعلق بإنجاز الرصيف الفوسفاتي والثانية إنجاز رصيف البضائع العامة والحاويات، حيث ستمكن ازدواجية الخط المنجمي من تبسة إلى عنابة، من ربط المناطق الصناعية في الميناء، لتسهيل عملية التصدير ووصول البضائع المعدة للتصدير عبر السكة الحديدة مباشرة للرصيف، والمرحلة الثالثة تخص إنجاز مصنع لتحويل الفوسفات على الرصيف المنجمي.
ومن المتوقع، حسب المتحدث، تصدير 7 ملايين طن من المواد الفوسفاتية ومواد أخرى بعد التحويل، بدل تصدير نحو 20 مليون طن من المواد المنجمية الخام، كما يوفر مشروع توسعة الميناء حاليا كمرحلة أولى، 100 منصب شغل.
وحسب ذات المصدر، فقد تم التعاقد مع أكبر شركة عالمية لإنجاز أشغال الموانئ ويتعلق الأمر بالمؤسسة الصينية لهندسة الموانئ، ترافقها شركة كوسيدار للأشغال العمومية والشركة الوطنية المتوسطية للأشغال البحرية، حيث أن هذا التجمع للشركات، يمتلك المؤهلات والخبرة اللازمة في ميدان الأشغال البحرية وهو يحوز على خبرة دولية واسعة من خلال إنجازه لمشاريع مينائية كبرى، بهدف استكمال أشغال توسعة الميناء والرصيف المنجمي في آجال 24 شهرا، حيث تبلغ مساحة التوسعة 82 هكتارا.
ويواكب مشروع توسعة الميناء، الأشغال المتقدمة على مستوى ازدواجية خط السكة الحديدية عنابة – تبسة، ضمن الاستثمار الضخم لاستغلال الفوسفات المدمج بشرق البلاد الذي يشمل 5 ولايات، انطلاقا من تطوير استغلال الفوسفات بمنجم بلاد الحدبة بولاية تبسة والتحويل الكيميائي للفوسفات بواد الكبريت في ولاية سوق أهراس وكذا المنشآت المينائية بعنابة، والتي تضمن في مرحلة نهائية تصدير منتجات الفوسفات إلى الأسواق العالمية، كمنتوج نهائي وليس مادة أولية.
وفي ذات السياق، أشار مدير الخط المنجمي عنابة - بلاد الحدبة، قلعي عبد الحميد، إلى انطلاق أشغال إنجاز 3 أنفاق عبر مسار عنابة بوشقوف، من مجموع الأنفاق المبرمجة على مسافة 8 كلم، بالإضافة إلى الشروع في إنجاز 150 جسرا على مسافة 18 كلم، منها جسر واحد يبلغ طوله 4 كلم، حيث تمت الاستعانة فيه بالخبرة الأجنبية.
وأكد قلعي أن الأشغال على طول الخط المنجمي، تجري بوتيرة متسارعة، حيث تعمل الورشات ليلا ونهارا، وسيصل عدد العمل في المرحلة الثانية، إلى 6 آلاف عامل، فيما سجلت صعوبات في الإنجاز على مستوى رواق الشيحاني بالطارف، إلى غاية سوق اهراس على مسافة 54 كلم، بسبب التضاريس الوعرة، ما تطلب إنجاز الجسور والأنفاق بهدف المحافظة على نفس المسار ويكون خط السكة مزدوجا لتعزيز قدرات الجزائر في نقل المواد المنجمية في شرق البلاد بقدرة 18 مليون طن سنويا، يتم تحويلها قبل التصدير، كما يتم إنجاز 32 محطة توقف للنقل المزدوج للبضائع والمسافرين بهدف فك العزلة على المواطنين انطلاقا من بئر العاتر بتبسة إلى غاية عنابة مرورا بـ 4 ولايات.
وحسب البرنامج المسطر، فسيتم استلام مسار ازدواجية الخط بشكل كامل سنة 2027 ويرتقب استلام شطر من خط تبسة - سوق أهراس على مسافة 21 كلم شهر أوت المقبل.
كما أحرِز تقدم في أشغال الشطر الممتد على طول 54 كلم بين عنابة وبوشقوف بولاية قالمة، حيث تشرف على إنجازه 7 شركات وطنية ويعبر 3 ولايات، عنابة، الطارف، وقالمة، كما تشمل الأشغال عصرنة وازدواجية وتصحيح المسار، حيث تبلغ مدة الإنجاز به 30 شهرا، على أن يسلم المشروع في فيفري 2026.
أما المقطع الأوسط، فيربط بوشقوف بواد الكبريت على مسافة 151 كلم، حيث سيتم إنجاز خط جديد مزدوج حددت آجال أشغاله بـ 40 شهرا، على أن يُسلم شهر مارس 2026، فيما ينقسم المقطع الجنوبي الرابط بين واد الكبريت وجبل العنق إلى شطرين (151+66) كلم وحددت آجال الإنجاز بـ 30 شهرا ليسلم المشروع في جوان 2026، حيث بلغت نسبة الإنجاز به 90 بالمائة على مسافة 110 كلم.
وحسب الوكالة الوطنية للدراسات ومتابعة إنجاز الاستثمارات في السكك الحديدية، فإن الأشغال تنتهي بشكل كامل في ماي 2027. وحسب البطاقة الفنية للمشروع، فإن المسار مزود بنظام كهرباء واتصالات وإشارات، يشتغل بالطاقة الكهربائية النظيفة، كما يحتوي على منشآت هيدروغرافية، منها جسور وأنفاق أرضية مغطاة وبنايات وتحويلات للمياه.
حسين دريدح