تعرف حقول الفلفل الموجه للتحويل بقالمة، نموا جيدا هذه الموسم بدعم من عوامل طبيعية وتقنية مساعدة، ومحفزة للمزارعين الذين يتوقعون ارتفاعا في الإنتاج وتحقيق عائدات مالية هامة تفوق تكاليف الإنتاج التي تعرف زيادات معتبرة بين سنة وأخرى. وحسب ما وقفنا عليه ببعض الحقول الواقعة ببلدية مجاز عمار، فإن كثافة الإنتاج كانت بادية بوضوح، وأن الحقول خالية من الأمراض النباتية المعيقة، حيث يواصل المزارعون رش المبيدات وتشغيل أنظمة السقي لمواجهة الحرارة القوية التي تجتاح المنطقة.
وقد بدأت بعض الحقول المبكرة في النضج، حيث يتوقع بداية المرحلة الأولى من الجني في غضون أيام قليلة، وتستعد مصانع التحويل لاستقبال المحصول الجديد الموجه لصناعة التوابل والهريسة ذات الجودة العالية.
ومن موسم لآخر ترتفع المساحات المخصصة لزراعة الفلفل الحار الموجه للتحويل وتموين السوق المحلية والوطنية، حيث اكتسب المزارعون بقالمة خبرة كبيرة في هذه الشعبة، مدعومين بمهندسي الزراعة الذين يقدمون الإرشادات ويشرفون على المسارات التقنية كإعداد التربة ونوعية البذور والشتلات الجاهزة للغرس، ومكافحة الأمراض الفطرية، وطرق السقي المقتصدة للماء.
وتشغّل حقول الفلفل بقالمة أعدادا معتبرة من العمالة المحلية، للقيام بأعمال السقي والمعالجة ونزع الحشائش الضارة، وجني المحصول ونقله إلى الأسواق ومصانع التحويل المتواجدة بالمنطقة. ويعد الفلفل الموجه للتحويل ثاني المحاصيل الغذائية الموسمية بعد الطماطم الصناعية التي تغطي مساحات هامة من الأراضي المسقية بولاية قالمة، التي توجد بها محيطات مسقية ومساحات هامة من أجود الأراضي بشرق البلاد، لكنها تواجه نقصا في مياه السقي بسبب موجات الجفاف، التي أثرت على احتياطي السدود والحواجز المائية المتواجدة بالأقاليم الزراعية الكبرى.
ويُزرع الفلفل الحار بنحو 20 بلدية بقالمة، بينها هواري بومدين، مجاز عمار، الركنية، بوعاتي محمود، الفجوج، بلخير، بومهرة أحمد، جبالة، بني مزلين، بوشقوف ونشماية وعين مخلوف، أين توجد سدود صغيرة موجهة لسقي مساحات محدودة من الأراضي الزراعية المجاورة.
فريد.غ