تُواصل الشركة العمومية لنقل المسافرين على الخطوط الحضرية وشبه الحضرية بقالمة توسيع استثماراتها إلى مزيد من المدن، التي تعرف عجزا في النقل منذ عدة سنوات، و زادت معاناة السكان هناك تحت تأثير التحولات الاقتصادية والاجتماعية والنمو الديموغرافي المتزايد. وفي هذا الإطار توجهت الشركة هذه المرة إلى مدينة لخزارة على بعد 16 كلم من مدينة قالمة، حيث تم فتح خط جديد دخل مرحلة العمل قبل يومين، بعد إنهاء كل الإجراءات التقنية واللوجيستية، باقتناء الحافلات الجديدة وتعيين الفريق العامل على هذا الخط الهام، الذي يغطي عدة تجمعات سكنية تقع على الطريق الوطني 80 في جزئه الرابط بين قالمة ولخزارة. وقد دخلت الحافلات الزرقاء التي تملكها الشركة، مدينة لخزارة، إحدى أهم مدن ولاية قالمة وسط ترحيب من السكان الذين عبروا عن ارتياحهم للقرار الذي اتخذته الشركة بتوجيه من السلطات الولائية، متوقعين تراجع أزمة النقل على هذا الخط الذي يكتسي أهمية اقتصادية واجتماعية كبيرة، حيث تتنقل أعداد كبيرة من سكان لخزارة إلى مدينة قالمة للدراسة والعمل والعلاج والقيام بالمبادلات التجارية، والسياحة المحلية التي صارت عاملا محفزا للتجارة التي تعرف ركودا كبيرا، وأصبحت في حاجة إلى مزيد من الإجراءات العملية لتحريكها من جديد، حيث يعد قطاع النقل من بين العوامل المساعدة على ذلك.
وتغطّي الشركة العمومية للنقل الحضري والشبه حضري بقالمة عدة خطوط تنطلق من مدينة قالمة باتجاه مدن هليوبوليس، بلخير، بومهرة أحمد، والفجوج، المدينة الجديدة حجر منقوب وأخيرا مدينة لخزارة الواقعة شرقي الولاية.
وكانت مديرية النقل بقالمة قد أعلنت في وقت سابق عن فتح المزيد من الخطوط الحضرية والشبه حضرية والريفية وما بين البلديات والولايات، لإحداث حركية اجتماعية واقتصادية مفيدة، والتخفيف من تبعات العزلة التي تعاني منها العديد من المدن والقرى بالأقاليم النائية.
ويعرف الاستثمار الخاص بقطاع نقل الأشخاص تراجعا كبيرا بولاية قالمة، وأصبحت أغلب الحافلات القديمة العاملة عرضة للأعطاب، ولم يعد الكثير من الناقلين قادرين على تحمل التكاليف المرتفعة، مما أدى إلى حدوث عجز بعدة خطوط.
وتحاول الشركة العمومية التي يوجد مقرها بمدينة بلخير، سد العجز بالحوض الديموغرافي المحيط بمدينة قالمة، في انتظار دخول المزيد من المستثمرين الخواص الذين يأملون في مزيد من التحفيزات الحكومية، حتى يتمكنوا من شراء حافلات جديدة، والعودة للنشاط عبر الخطوط ذات الجدوى الاقتصادية. فريد.غ
