أطلقت والية قالمة حورية عقون يوم الخميس، عدة مشاريع هامة لدعم وتطوير خدمة المياه بمدن وقرى سهل الجنوب الكبير الذي يعاني من أزمة عطش استمرت سنوات طويلة بسبب الجفاف وتردي البنية التحتية لقطاع الموارد المائية بالمنطقة.
وفي هذا الإطار تم إطلاق عملية هامة لاستبدال 11 كلم من قنوات الأميونت ببلدية تاملوكة والقضاء على التسربات التي تسببت في ضياع كميات كبيرة من مياه الشرب قبل أن تصل حنفيات السكان، الذين لم يتوقفوا عن المطالبة بالقضاء على الأميونت بشبكة مياه الشرب وتحسين الخدمات، وخاصة بقرية عين آركو، إحدى أهم القرى بسهل الجنوب الكبير بقالمة.
وتتصل القناة التي تقرر تعويضها، بالبئر العميق رقم 10 المتواجد بمنطقة تاملوكة، وتتوقع إدارة المياه تحسن الخدمة المقدمة لنحو 130 ألف نسمة ببلديات تاملوكة، وادي الزناتي، برج صباط، عين رقادة وعين مخلوف، حيث يعتمد هذا الحوض السكاني على آبار عين آركو ذات التدفق المرتفع، لكن قدم القنوات حال دون تحسين الخدمات وتوصيل كميات كافية من المياه إلى الحنفيات.
وبمنطقة عين آركو الواقعة على الحدود مع ولاية أم البواقي، عاينت والية الولاية رفقة مساعديها، مشروعا آخر لربط 3 آبار عميقة بخزان يتسع لنحو 1000 متر مكعب من المياه، لرفع قدرات التخزين وضمان التموين المستمر لسكان البلديات الخمس المذكورة.
وتصل قدرة الآبار الثلاثة إلى 60 لترا من المياه في الثانية الواحدة، وهي كمية هامة تسمح بتعبئة خزانات المنطقة دون انقطاع، عندما يكون المخزون الجوفي كافيا. وتقدر مسافة الربط بين الخزان الجديد ومنطقة الآبار بنحو 5 كلم، ويتوقع الانتهاء من القناة ذات الضغط العالي في غضون الأيام القليلة القادمة.
وبمدينة وادي الزناتي أطلقت السلطات الولائية مشروعا آخر لربط خزان عملاق سعته 5 آلاف متر مكعب من المياه، بشبكة التوزيع المغذية لثاني كبرى مدن ولاية قالمة وهي مدينة تاريخية واقتصادية ظلت تعاني من نقص في الإمداد بالمياه، نظرا لبعدها عن آبار عين آركو، وقدم شبكة الجر الممتدة على مسافات طويلة، كما هو الوضع ببلدية برج صباط، إحدى أكثر المناطق الديموغرافية عرضة للعطش بسهل الجنوب الكبير.
وكان من المتوقع وصول مياه سد بوحمدان إلى مدن وقرى سهل الجنوب بقالمة، لكن المشروع يعرف بعض التأخر، غير أن قطاع الموارد المائية عازم على إنهائه وتمكين الحوض السكاني الكبير من مصدر آخر لمياه الشرب، يدعم آبار عين آركو، ويخفف عنها الضغط الكبير الذي تعرفه تحت تأثير الجفاف والنمو الديموغرافي المتزايد.
وتخوض ولاية قالمة سباقا ضد الزمن لمواجهة الإجهاد المائي والاستعداد للمستقبل، وذلك بالتوجه إلى البحر حيث محطة التحلية، والتنقيب عن مزيد من الآبار العميقة، وبناء الخزانات العملاقة وتجديد قنوات التوزيع والجر، لوضع حد نهائي للهدر الذي يعد من بين الأسباب المؤدية إلى العجز بعدة أحواض سكانية. فريد.غ
