كشفت مديرة الموارد المائية لولاية الطارف، نوال لعجال، في تصريح للنصر، عن تخصيص غلاف مالي قدره 30 مليار سنتيم لتنظيف وجهر 15 كلم من الأودية على مستوى الولاية، خاصة الوديان الكبرى على غرار سيبوس، وادي الكبير وبوناموسة، وذلك للوقاية من خطر الفيضانات في هذه الولاية الفيضية التي يتعدى معدل تساقط الأمطار بها 1200 ملم سنويا.
وذكرت المسؤولة، أن مصالحها بصدد إنهاء الإجراءات الإدارية للانطلاق في عملية جهر الأودية، والتي ستوكل إلى مؤسسات مختصة للتعجيل بإتمام العملية في أقرب وقت تحسبا لأي طارئ في حالة تساقط أولى الأمطار الرعدية، مشيرة في سياق متصل إلى رفع التجميد عن مشاريع هامة لحماية الولاية من خطر الفيضانات والتلوث، وذلك بإنجاز ثلاثة محطات لتصفية المياه المستعملة بكل من كبودة ببلدية بن مهيدي، المطروحة ببلدية الطارف، وبوتلة عبد الله ببلدية عين العسي وذاك بغلاف مالي يتجاوز 100 مليار سنتيم.
وأبرزت لعجال أهمية هذه العمليات التي ترمي للحفاظ على المحيط البيئي بالنظر لخصوصية الولاية البيئية، وكذا للوقاية من الأمراض المتنقلة عن طريق المياه، كما تم رفع التجميد عن عمليتين للوقاية من الفيضانات تخص حماية منطقتي الهمايسية وسيدي قاسي ببلدية بن مهيدي وأولاد عبد الله ببلدية بحيرة الطيور بغلاف مالي قدره 34 مليار سنتيم، حيث تم الانتهاء من كل الإجراءات الإدارية والتقنية والمنح المؤقت لهذه المشاريع التي انطلقت بها الأشغال وتعرف وتيرة متقدمة من أجل استكمالها في الآجال.
وأفادت المتحدثة بالشروع في عملية كبرى عبر الولاية لتنظيف وجهر وتهيئة وصيانة مختلف الشبكات من قنوات التطهير وتصريف مياه الأمطار، تنفيذا لتعليمات الوالي، حيث دخلت كل القطاعات في سباق ضد الساعة لإنهاء العملية في أقرب وقت تحسبا للتحضير لموسمي الخريف والشتاء، تفاديا لخطر الفيضانات وما تخلفه من كوارث وخسائر بالبنية التحتية وإتلاف للمحاصيل الفلاحية وتضرر ممتلكات الأشخاص وهلاك الأرواح، أين سُخرت للعملية إمكانيات بشرية ومادية ضخمة من آليات وعتاد تابع لشركاء القطاع من مقاولات الإنجاز الخاصة والعمومية، التي تم إشراكها في هذه الحملة ربحا للوقت.
وأشارت المسؤولة، إلى اتخاذ إجراءات استباقية وقائية أخرى تحسبا للموسم الشتوي بالنظر لخصوصيات ولاية الطارف التي تغمرها السيول الفيضية أمام نسبة تساقط الأمطار المتهاطلة التي تتعدى 1200 ملم سنويا، ما يجعلها في المرتبة الثانية وطنيا بعد ولاية جيجل من ناحية الكمية المطرية المتساقطة التي سرعان ما تغرق البلديات والتجمعات السكانية والأحياء في السيول العائمة، ولو أن مصالح الموارد المائية سجلت، بحسب المتحدثة، تراجعا في الفيضانات بالطارف في الآونة الأخيرة بفضل المشاريع المنجزة للوقاية منها.
ومن بين هذه المشاريع، تهيئة سهل الطارف الممتد على 17 ألف هكتار وإنجاز شبكات ومجمعات الصرف الصحي وتصريف مياه الأمطار وحماية المدن من الفيضانات، في حين يُسجل تقاعس عديد البلديات في اتخاذ الإجراءات الوقائية بجهر مختلف الشبكات وتنظيف البالوعات خلال فصل الصيف تحسبا للموسم الشتوي لتفادي أي طارئ، خاصة وأن بعض الأحياء والشوارع سرعان ما تتحول إلى بحيرات عائمة وتشل الحركة معها مع تساقط أولى زخات المطر بسبب انسداد الشبكات والبالوعات.
وتفيد مصالح الموارد المائية بإحصاء 17 بلدية من أصل 24 تبقى عرضة لخطر الفيضانات الشتوية، منها 3 بلديات ذات خطر منخفض وهي عين العسل، الشط، وبوقوس، مع تصنيف 3 بلديات أخرى ضمن خطر متوسط ويتعلق الأمر بالعيون، بوثلجة وبالريحان، فيما تصنف 9 في خانة الخطر العالي وهي الطارف، بحيرة الطيور، بن مهيدي، البسباس، الذرعان، العصفور، شيحاني، الشط والشافية.
نوري.ح
