أطلقت والية قالمة، حورية عقون، أمس الأربعاء، مشروعا جديدا لربط مشاتي البسباسة الواقعة ببلدية الدهوارة، ضمن مخطط متواصل لتوسيع شبكة الغاز الطبيعي إلى المناطق النائية.
وذلك لتحسين معيشة السكان ووضع حد لمعاناة استمرت سنوات طويلة مع اسطوانات الغاز التي تأتي من مسافات بعيدة وغالبا ما تنقطع عندما يحل الشتاء و توحل المسالك الجبلية الوعرة.
و يتوقع ربط ما لا يقل عن 110 سكنات بالغاز حسب تقديرات شركة الكهرباء و الغاز، المشرفة على برنامج ضخم لتمديد أنابيب الغاز إلى المشاتي النائية عبر كل بلديات قالمة، بدعم مالي من صندوق وزارة الداخلية و الخزينة المحلية و استثمارات الشركة.
و قد تم تخصيص اعتماد مالي بقيمة 7.7 ملايير سنتيم، لمد شبكة أنابيب على طول 38 كلم وسط جغرافيا صعبة تميز منطقة البسباسة، التي بقيت آهلة بالسكان و لم تتعرض لنزوح ريفي مؤثر، كما حدث لمشاتي كثيرة اختفت من الوجود بعدة بلديات، بعد ان هجرها كل سكانها مطلع السبعينات و خلال مرحلة تردي الوضع الأمني.
و تجدر الإشارة أنه و في إطار البرنامج التكميلي الذي استفادت منه الولاية للربط بشبكة الغاز تم في وقت سابق الانطلاق في ربط 9 مشاتي أخرى تابعة لبلدية الدهوارة على غرار مشتة بوكرفة، جنان الطويل، موالكية، سيدي الزين، الرفافدة، و غيرها من المشاتي بتعداد يقارب 670 عائلة تعيش هناك على الزراعة و تربية المواشي.
و ينتظر انطلاق المزيد من مشاريع الربط بالغاز بالمشاتي المتبقية عبر إقليم بلدية الدهوارة الجبلية بينها مشاتي الربيبة ، البطوم، الزوبية و الغراير، أين تعيش نحو 700 عائلة وسط ظروف صعبة بسبب العزلة و صعوبة المنطقة الجبلية الممتدة على نطاق واسع شرقي قالمة.
و عندما تتمدد أنابيب الغاز الى المشاتي المذكورة، تكون كل الأقاليم الجبلية ببلدية الدهورة قد ودعت أزمة الغاز التي لازمتها طويلا، حيث مازال سكان المنطقة يتذكرون تلك السنوات الصعبة لما كانت عمليات الإمداد بأسطوانات الغاز تنقطع أياما طويلة عندما يطبق الشتاء و تنقطع سبل المواصلات.
و تتوقع شركة الكهرباء و الغاز بقالمة تشغيل شبكات الغاز بنحو 2000 منزل ريفي بعدة بلديات قبل نهاية العام، على غرار قرى مجاز عمار و مشاتي برج صباط الواقعة بأقصى غرب الولاية.
و تعد مشاتي الدهوارة من بين المناطق الجبلية التي تعرضت لعمليات الإبادة أثناء حرب التحرير، حيث ارتكب الغزاة جرائم بشعة في حق السكان، بينها مجزرة البسباسة التي أودت بأكثر من 360 شخصا من الرجال و النساء الأطفال، في شهر مارس من عام 1956 ومازال السكان يتذكرون تلك المجزرة و يلتقون كل سنة عند النصب التذكاري المخلد لأرواح الضحايا، و بعد استقلال البلاد ظل هؤلاء السكان ينتظرون مشاريع فك العزلة، و الكهرباء و الغاز والتعليم و الصحة، و بدأ الحلم يتحقق بعد معاناة استمرت سنوات طويلة.
فريد.غ