الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق لـ 19 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

زراعة أزيد من 50 ألف شجرة : نحو تحوّل منطقة الذكّارة بتبسة إلى قطب لإنتاج التفاح

25092450
لم تعد زراعة الحبوب تحتل بمفردها مكانة هامة في سلم الأنشطة الفلاحية بولاية تبسة، لاسيما بمنطقتها الجنوبية التي حققت نتائج باهرة في إنتاج الحبوب، لتصبح الآمال معلقة على شعبة التفاح، للدفع بوتيرة التنمية المحلية نحو آفاق واعدة، بعد أن عرفت خلال السنوات الأخيرة، اهتماما كبيرا من بعض الفلاحين الذين استثمروا في زراعة فاكهة التفاح وحققوا نتائج مشجعة وغير متوقعة، في ظرف قياسي.
النصر تنقلت إلى منطقة الذكّارة ببلدية صفصاف الوسرى جنوب ولاية تبسة، أين وقفت عن قرب على مستثمرات زراعة التفاح التي تحولت إلى قطب رائد في إنتاج هذه الفاكهة، حيث نجحت هذه التجربة في تحويل المنطقة إلى واحدة من المناطق البارزة في إنتاج فاكهة التفاح بالولاية وكل التوقعات تشير إلى أنها ستصبح خلال السنوات القليلة القادمة، قطبا هاما في إنتاج التفاح، بعد أن بادر عدد من الفلاحين بخوض تجربة إنتاجه بكل أنواعه في منطقة الذكارة، باستعمال الشجر التقليدي والشجر المكثف، ما سمح بزرع أزيد من 50 ألف شجرة بالمنطقة، وهو العدد المرشح للمضاعفة خلال السنوات القادمة، حيث إن نجاح هذه التجربة شجع الفلاحين على زراعة أعداد كبيرة من شجر التفاح وقد دفعت التطورات المتسارعة بفلاحي المنطقة، إلى التوجه نحو إطلاق تجارب المزارع النموذجية، من خلال توفير الظروف الملائمة لاستمرارها بزرع نوعية مميزة من شجيرات التفاح، يتم استيرادها من دولة إيطاليا.
فلاح يخوض أول تجربة ناجحة لزراعة التفاح
الفلاح، لزهر بوعمرة، الذي يعتبر أول من خاض تجربة زراعة التفاح بمنطقة الذكّارة، ليحذو حذوه بقية الفلاحين، أكد للنصر أن مستثمرته تتربع على 9 هكتارات وتضم 12 ألف شجرة من مختلف أنواع هذه الفاكهة، على غرار تفاح «غولدن» الاختيار المثالي لأي وصفة ويتميز هذا التفاح الحلو الطري بقشرة ذهبية رقيقة وبأنه يظل فاتح اللون بعد التقطيع لمدة أطول من باقي أنواع التفاح الأخرى وهذا التفاح ممتاز حقا ويعتبر من أهم الأنواع بسبب جودته وقدرته على الحفظ لمدة طويلة تصل لـ 6 أشهر في التبريد والأحمر الجيرومين والروايال ومنها الأنواع التي يتم جنيها في فصل الشتاء كتفاح الستوري وغيرها، لاقت نجاحا كبيرا وإنتاجا وفيرا في فترة قصيرة وتعتبر مستثمرته نموذجا في غرس أشجار التفاح بشتى أنواعه، بإتباع أحدث الطرق والمواصفات العالمية في إنتاج هذه الفاكهة، حيث قام صاحبها باستيراد أصناف من أشجار هذه الفاكهة وغرسها بطرق حديثة، وقد قام بتركيب كافة اللواحق الخاصة بها، بما فيها الأعمدة والشبكة الواقية من البرد، بالإضافة إلى شبكة السقي والحرص على المتابعة الميدانية لها من طرف بعض المهندسين المختصين في الزراعة.
وحول سؤال عن أهم العوامل التي ساهمت في نجاح زراعة التفاح في المنطقة لأول مرة، أوضح محدثنا، أن ذلك يعود لاختيار الأنواع والأصناف المناسبة من التفاح، والقادرة على التحمل والتكيّف مع الظروف المناخية المختلفة، كما تعتبر التربة من العوامل الحيوية في نجاح أي تجربة زراعية، مضيفا أنه تم العمل على تحسين نوعية التربة من خلال إضافة المواد العضوية والتحقق من توازن العناصر الغذائية، كما تم تنفيذ تقنيات لإدارة التربة بشكل يقلل من التآكل ويزيد من قدرتها على الاحتفاظ بالماء، ما ساهم في توفير بيئة مناسبة لنمو التفاح، مؤكدا أن نجاح أي مشروع في التفاح، يجب على صاحبه أن يمتلك مميزات، أهمها الماء، فهذه الشجرة مستهلكة للماء، ثم التربة التي ينجح فيها القمح، ينجح فيها التفاح ولكن هذا لا يمنع من القيام بتحليل المناخ من برودة شتوية.
حفر الآبار لمضاعفة الإنتاج
ويرى المتحدث، أن توفير المياه الكافية أساس نجاح زراعة التفاح، حيث إن أحد التحديات الرئيسية يكمن في الحصول على مياه كافية للري، لذا تم اعتماد تقنيات حديثة في إدارة المياه، مثل استخدام أنظمة الري بالتنقيط التي توفر المياه بشكل فعّال وتقلل من التبذير ويبقى الرهان قائما على توفير هذه المادة الحيوية في نجاح تجربة زراعة التفاح، لاسيما وأن المنطقة توفر مائدة مائية كبيرة، مناشدا السلطات المحلية منح رخص لحفر الآبار، لتحقيق إنتاج مضاعف من هذه الفاكهة، حيث يُعتبر هاجس نقص مياه السقي أكبر مشكلة تواجه تطور هذه الشعبة الفلاحية المهمة.
ويؤكد الفلاح، بوعمرة، أن الإنتاج الوفير من التفاح، يحتاج لغرف التبريد ويراه مطلبا أساسيا للحفاظ على المنتوج من التلف وأن هذا المطلب من أهم المطالب الأساسية لفلاحي المنطقة التي باتت فلاحية بامتياز، حيث تُعد غرف التبريد أحد العناصر الأساسية في سلسلة الإمداد للفاكهة وخاصة في زراعة التفاح وتلعب دورا حيويا في الحفاظ على جودة المحصول وتمديد فترة صلاحيته، الأمر الذي شجع المنتجين على الاهتمام بغراسة التفاح وتزويد السوق المحلية والوطنية بمختلف الأنواع، لتليها بعد ذلك مرحلة التصدير نحو الخارج، ذلك أن التفاح يعد من الفواكه التي تحتاج لظروف تخزين خاصة، للحفاظ على طعمه وقيمته الغذائية.
التفاح كغيره من عديد الفواكه الأخرى، يمكن أن يتعرض لتدهور سريع في الجودة عند تخزينه في درجات حرارة غير مناسبة وغرف التبريد توفر بيئة ذات درجة حرارة منخفضة ورطوبة محسوبة، ما يساعد على تأخير النضج وتجنب التعفن، كما أن غرف التبريد تمكن الفلاحين من تخزين التفاح لفترات طويلة دون التأثير على جودته وتمكن الفلاحين من الانتظار حتى تكون أسعار السوق أكثر ملاءمة أو حتى وصول التفاح إلى أسواق جديدة، كما يساعد في تجنب فقدان المحصول بسبب فساد الفواكه. وتعتبر تجربة زراعة التفاح في منطقة الذكارة، نموذجا ناجحا حول كيفية تحويل التحديات إلى فرص من خلال التخطيط السليم واختيار الأنواع المناسبة وتحسين التربة وإدارة المياه ومكافحة الأمراض والآفات، بهدف تعزيز الاقتصاد المحلي والمساهمة في تزويد السوق بمختلف الأنواع من التفاح والاستغناء عن الاستيراد ويمكن أن تكون هذه التجربة مثالا يحتذى به لمشاريع زراعية أخرى، في مناطق مشابهة من تراب الولاية، تسعى لتحقيق النجاح وتحسين ظروفها الاقتصادية والاجتماعية.
ع.ن

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com