انطلق بولاية قالمة مشروع ضخم لإيصال مياه البحر المحلاة من محطة على الساحل الغربي لولاية الطارف، في إطار مخطط طموح لمواجهة ندرة مياه الشرب خلال السنوات القادمة، بعد تراجع الاحتياطات المائية المحلية تحت تأثير موجات الجفاف المتعاقبة على المنطقة.
و تعمل عدة فرق بمواقع مختلفة، على امتداد المسار القادم من محطة التحلية باتجاه البلديات التسعة، لبناء خزانات عملاقة و محطات ضخ و قنوات جر و توزيع داخل المدن و القرى المعنية بالمشروع الهام، الذي يمتد على رواقين، الأول يغطي بلديات دائرة بوشقوف وهي عين بن بيضاء المتاخمة لحدود ولاية الطارف، و وادي فراغة وبوشقوف ومجاز الصفاء.
و الرواق الثاني يبدأ من بلدية نشماية باتجاه بلديات قلعة بوصبع، هليوبوليس، الفجوج و بوعاتي محمود.
و يعتمد المشروع على قناة رئيسية تنطلق من محطة التحلية باتجاه خزان عملاق تبلغ قدرته 50 ألف متر مكعب من المياه، يغذي بقية الخزانات المجهزة بمحطات ضخ و مولدات للطاقة.
و حسب والي قالمة، حورية عقون التي زارت مختلف أقسام المشروع يوم الأربعاء الماضي، فإن حصة ولاية قالمة من محطة التحلية تبلغ نحو 40 ألف متر مكعب من المياه يوميا، و هي كمية معتبرة تسمح بتحسين خدمات المياه التي تعرف صعوبات كبيرة في السنوات الأخيرة، بعد تراجع الاحتياطات الجوفية و احتياطي سد بوحمدان، المغذي الرئيسي لأكثر من نصف سكان الولاية بمياه الشرب.
وتحرز الشركات العاملة بالمشروع تقدما مشجعا لبناء الخزانات و محطات الرفع، و مد قنوات الجر المقاومة للضغط، حيث تم توفير اعتمادات مالية هامة لإنجاز المشروع منها 45 مليار سنتيم من ميزانية القطاع لسنة 2025.
وستكون محطة التحلية بولاية الطارف بديلا مستقبليا لسد بوحمدان الذي سيخصص لسقي المحاصيل الزراعية بالمحيطات الفلاحية وتزويد البلديات المجاورة له بمياه الشرب.
ويتوقع أن تدرج مدينة قالمة مستقبلا في نظام جلب مياه البحر المحلاة، حيث لا تفصلها سوى 5 كلم عن مدينتي الفجوج و هليوبوليس، حيث تصل مياه البحر الى نهايتها، عندما يكتمل المشروع الذي يعد خيارا استراتيجيا مستقبليا لمواجهة ندرة المياه خلال السنوات القادمة.
فريد.غ
