تعكف فرق مختصة، على تركيب الشحنة الثانية من التجهيزات الموجهة لمحطة تحلية مياه البحر بكدية الدرواش في الطارف، التي تم استلامها، مؤخرا، حيث دخل فنيون في سباق ضد الساعة للانتهاء من تركيب المعدات في أقرب وقت، تحسبا لوضع المحطة حيز الخدمة قبل نهاية السنة.
وقد عاين الوالي محمد مزيان، مساء أمس الأول، محطة التحلية، وقف خلالها عن كثب، على وتيرة تقدم أشغال إنجاز المحطة التي تجاوزت نسبة أشغالها 85بالمائة ومعاينة عملية وضع وتركيب التجهيزات الجديدة التي تم استقبالها، مؤخرا، وتشمل49 طنا من التجهيزات والمعدات تم توريدها من الخارج على متن رحلة جوية والمتمثلة في محطات كهربائية خارج الحجم «جيس»، مخصصة لتزويد المحطة بالطاقة.
كما عاين والي الولاية الأشغال الملحقة بالتهيئة الخارجية للمحطة وكذا أشغال إنجاز مهبط للحوامات خاص بها، منوها في سياق متصل، بالجسر الجوي الذي تم وضعه منذ سبتمبر الماضي لنقل التجهيزات والمعدات الموجهة لمشاريع محطات تحلية مياه البحر ومنها محطة الطارف، لربح الوقت والحفاظ على الوتيرة المتسارعة للأشغال وتسليمها في آجالها المحدد، حيث تعكس هذه المجهودات والتدابير الاستثنائية المتخذة، حسبه، حرص الدولة على تسليم هذه المشاريع الحيوية لتحلية مياه البحر في الآجال المسطرة، نظرا لأهميتها الإستراتيجية وارتباطها بشكل مباشر بتلبية احتياجات المواطنين وضمان الأمن المائي للجزائر، مسديا تعليمات للقائمين وشركات الإنجاز، لبذل كل الجهود والرفع في وتيرة تقدم أشغال إنجاز محطة تحلية مياه البحر بكدية الدراوش في بلدية بريحان، لوضعها حيز الخدمة في الموعد المحدد 25 ديسمبر المقبل، في حين أكدت شركات الإنجاز أن الأشغال تسير بوتيرة متسارعة والفرق تعمل بالورشات ليلا ونهارا، من خلال نظام التناوب، متعهدة برفع التحدي وتسليم المشروع في الآجال المتفق عليها.
أشغال متسارعة لتزويد البلديات بالمياه المحــــــــــلاة
من جهة أخرى، تجري على قدم وساق، أشغال ربط مختلف مناطق الولاية الشمالية، الغربية والجنوبية والشرقية بمحطة تحلية مياه البحر لكدية الدراوش المزمع وضعها حيز الخدمة قبل نهاية ديسمبر المقبل، انطلاقا من الخزان المائي بسعة 50 ألف متر مكعب، الذي تتفرع منه قنوات تحويل المياه إلى ربوع بلديات الولاية، ما سيهم في القضاء على مشكلة المياه نهائيا وضمان تأمين حاجيات الساكنة بهذه المادة الحيوية يوميا وبالكميات المطلوبة، حيث تعرف عملية تحويل المياه لربط البلديات بالمياه المحلاة، وتيرة متسارعة، حيث شارفت الأشغال على نسبة 80 بالمائة.
وذكرت مصادر مسؤولة للنصر، أن المشروع يتضمن أربع حصص أسندت لمجموعة من كبرى مؤسسات الإنجاز الوطنية، تحت متابعة مكاتب الدراسات المختصة بغرض الإسراع في استكمال الأشغال في الآجال التعاقدية، حتى يتسنى لساكنة الولاية ومشاتيها النائية والحدودية، الاستفادة من مياه محطة التحلية بالكميات المطلوبة يوميا وعلى مدار الساعة، بعد أن تم التكفل بإزالة كل العقبات حيث تجري الأشغال في ظروف حسنة عدا تعطلها في بعض المقاطع بسبب طبيعة الأرضية الطينية الفيضية التي تعرف تراكما للمياه بفعل الأمطار الموسمية المتساقطة، أين تبذل جهود كبيرة في الميدان من قبل الفرق المختصة ووسائل الإنجاز، لتجاوز الإشكال بتجنيد كل الإمكانيات والوسائل لتسليم الأشغال في الموعد، بعد أن تم الانتهاء من أشغال ربط الولاية مباشرة من محطة تحلية المياه لكدية الدراوش على مسافة 40كلم، عبر قنوات قطر 1500 وربطها بالخزان المائي بسعة 50 ألف متر مكعب ببلدية بحيرة الطيور، الذي تتفرع منه قنوات تحويل قطر 800 موجهة لتزويد بلديات الجهة الشرقية وصولا إلى مناطق الشريط الحدودي وقناة أخرى تزود مناطق الجهة الجنوبية لدائرة بوحجار وبلدية الشافية وقناة ثالثة موجهة لتزويد بلديات الجهة الغربية لدوائر الذرعان، البسباس وبن مهيدي والأشغال بلغت مرحلة متقدمة بـ 80بالمائة وهو ما سيسهم في تحسين نوعية الخدمة العمومية بالولاية، من خلال الكمية المخصصة للولاية من محطة التحلية المقدرة بـ 80 ألف متر مكعب يوميا، على أن توجه مصادر المياه الأخرى للسقي الفلاحي لتوسيع المساحات المسقية للرفع من مردودية الإنتاج خاصة المحاصيل الإستراتيجية والصناعية، مواكبة لسياسة الدولة للنهوض بالاقتصاد الأخضر لتحقيق الأمن الغذائي.
وأفاد المصدر، بأنه تم تخصيص كمية تقارب 8 آلاف متر مكعب من خزانات بلدية بحيرة الطيور، للقيام بإجراء أولى المراحل التجريبية للقناة التي تزود الولاية بالمياه المحلاة على مسافة 40كلم، للتأكد من التسربات قبل الشروع في وضع المحطة حيز الخدمة قبل نهاية السنة، باستغلال كمية أولية تقدر بـ60 ألف متر مكعب، موزعة على الولايات المعنية، على أن ترتفع الكمية تدريجيا، حفاظا على تجهيزات ومعدات المحطة من أي أضرار وأعطاب تكون ناجمة عن قوة التدفق ومعالجة المياه.
وتم على مستوى مصالح الري بالولاية، عقد لقاء تنسيقي ضم مختلف المصالح من مؤسسة الجزائرية للمياه للطارف وعنابة، مكاتب الدراسات المكلفون بمتابعة مشروع محطة التحلية ومقاولات الإنجاز وهيئة المراقبة التقنية للبناءات والري لضبط كل الأمور واتخاذ الإجراءات اللازمة، تحسبا للشروع في إجراء أولى التجارب على قنوات الجر بين محطة التحلية والخزان المائي 50 ألف متر مكعب ببحيرة الطيور . نوري.ح