اختتمت، أمس الأول الخميس، الدورة الثانية لمشروع الدراسة حول التنمية الاقتصادية و ترقية التبادلات التجارية الحدودية "أفتياس"، بين ولاية الطارف كنموذج عن الجزائر وولاية جندوبة عن الجمهورية التونسية
وأشرف والي ولاية الطارف، محمد مزيان، مناصفة مع والي ولاية جندوبة، هشام الحسومي، على افتتاح أشغال الدورة الثانية لمشروع الدراسة حول التنمية الاقتصادية وترقية التبادلات التجارية الحدودية "أفتياس" بين الجزائر (ولاية الطارف نموذجا) وولاية جندوبة عن الجمهورية التونسية بحضور إطارات من الجانبين الجزائري التونسي وذلك بالتطرق لعدة محاور تتعلق بتعزيز الشراكة وتنمية المناطق الحدودية للولايتين تنفيذا لتوجيهات قادة البلدين الشقيقين.
وذكرت مصالح ولاية الطارف على صفحتها الرسمية، أمس، أن اللقاء الذي انعقد بولاية جندوبة يندرج في إطار تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الجزائر وتونس، بالتطرق للمشروع الذي ترتكز محاوره على دراسة آفاق التنمية الاقتصادية وتطوير التبادلات التجارية الحدودية بين المناطق الحدودية ممثلة في ولاية الطارف (الجزائر) وولاية جندوبة (تونس)، كنموذج للتعاون الحدودي المثمر، ضمن الجهود المشتركة لبناء شراكة اقتصادية قوية بين البلدين الشقيقين، بما يسهم في تحقيق الاندماج الاقتصادي الإقليمي.
وقد أكد والي الطارف، محمد مزيان، في كلمته خلال أشغال هذا اللقاء، الإرادة والعزيمة السياسية المشتركة لقيادتي البلدين، في تعزيز الوحدة والتعاون، مستعرضا بالمناسبة التنسيق الوثيق بين وزاراتي الداخليتين للبلدين، لضمان رؤية مستقبلية مشتركة مبنية على التعاون الفعال، من خلال التعاون الثنائي والتنسيق والتشاور المشترك، إضافة إلى التركيز على أهمية تعزيز التعاون بين الولايات الحدودية الجزائرية والتونسية في عديد المجالات، بما يعود بالفائدة على ساكنة الضفتين، مع التطرق لتوصيات ومخرجات الاجتماع الأول للجنة الثنائية لتنمية وترقية المناطق الحدودية، الذي انعقد بالجزائر في جانفي من العام الجاري، زيادة على التنويه باتفاقية التعاون اللامركزي بين ولايتي الطارف وجندوبة في مختلف المجالات، بهدف تعزيز الشراكة بين الجانبين والارتقاء بالمناطق الحدودية إلى مستوى تطلعات الشعبين.
وأبرز والي الطارف، محمد مزيان، في كلمته، أهم المجالات المقترحة للتعاون والتي تشمل التنمية الاقتصادية بدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة وتعزيز الأنشطة الزراعية والحرفية التي تعتمد على الموارد المحلية، تحسين الخدمات العامة وذلك بالعمل على تحسين التعليم والصحة في المناطق الحدودية، لضمان حياة كريمة للسكان والحفاظ على استقرارهم، علاوة على التعاون الثقافي والاجتماعي بتعزيز الروابط الثقافية بين المجتمعات المحلية، عبر تنظيم فعاليات مشتركة وتبادل الخبرات والتدريب المهني، من خلال دعم برامج التكوين المهني في مجالات الصناعة، السياحة والصيد البحري، بما يسهم في تعزيز مهارات الشاب وفتح آفاق جديدة لهم، فضلا عن التنويه بأهمية مشروع "التنمية الاقتصادية وترقية التبادلات التجارية الحدودية بين ولايتي الطارف وجندوبة التونسية" المدعم من البنك الإسلامي للتنمية كآلية لتعزيز الاقتصاد المحلي وتحقيق التوازن الاجتماعي في المناطق الحدودية.
كما تطرق والي الطارف، للتحديات والفرص المستقبلية لتنمية المناطق الحدودية بين البلدين والتي ستتعزز بإنشاء أول منطقة للتبادل الحر بالولاية قريبا، مع حرصه للتأكيد على استعداد ولاية الطارف لتعزيز سبل التعاون والشراكة مع ولاية جندوبة، بالعمل على تجاوز كل العقبات ورفع التحديات لتحقيق أهداف التعاون المشتركة والمثمرة بين البلدين، مع الإشادة بجهود الفريق المشترك الجزائري التونسي الذي يسهر على تسهيل حركة تنقل المواطنين عبر المعابر البرية وتعزيز الروابط الأخوية بين الشعبين الشقيقين.
كما كانت لوالي الطارف زيارة ميدانية لكل من المركب الرياضي الدولي بعين الدراهم، الذي يبقى وجهة الفرق الوطنية والدولية لإجراء تربصاتها بتوفير كل الإمكانيات من منطلق تشجيع السياحة الرياضية وبالمناسبة تلقى الوالي شروحات شاملة حول اختصاصات المركب الرياضي وأجنحته المختلفة، ليطلع بعدها على الموقع الأثري بيلاريجيا بجندوبة الذي يمثل جزءً هامًا من التراث التونسي ويعبر عن غنى الحضارات التي مرت بالمنطقة، حيث قُدمت له شروحات عن مكونات الموقع وقيمته التاريخية والثقافية.
نوري.ح