بدأت المزرعة النموذجية ريشي عبد المجيد بقالمة، العمل على برنامج ضخم لزراعة المنتجات الزيتية، تنفيذا لخارطة الطريق التي وضعتها السلطات للمزارع النموذجية، بعدما صارت مؤسسات اقتصادية متخصصة، بموجب القوانين الجديدة المنظمة لعمل هذه الأقطاب الزراعية الداعمة للاقتصاد الوطني، باعتبارها قاطرة الأمن الغذائي للبلاد.
وأنهت المزرعة الواقعة بسهل «سيبوس» الخصيب شرقي قالمة، العمل على نحو 217 هكتارا من السلجم الزيتي «الكولزا»، منها 5 هكتارات موجهة لإنتاج البذور، وباقي المساحة مخصصة للتحويل وإنتاج الزيوت الغذائية.
وقال أمس، مدير المزرعة إبراهيم بوستة للنصر، بأن الحقول المزروعة بدأت في النمو، بدعم من برامج السقي التي عوضت العجز في التساقط بالمنطقة، مضيفا بأن عملية الدعم بسماد التغطية، ستنطلق قريبا لإعطاء حقول السلجم الزيتي قوة و قدرة على النمو والتفرع، والإنتاج المكثف لهذا المحصول الغذائي الاستراتيجي، الذي يتم تحويله إلى زيت غذائي بمصانع وهران وبجاية.
وتتوقع المزرعة إنتاج كمية هامة من البذور هذا الموسم، في إطار الجهد الوطني الرامي إلى خفض معدلات الاستيراد من الخارج، حيث يمكن لمساحة 5 هكتارات أن تغطي رقعة واسعة من حقول السلجم الموسم القادم، عبر مزارع نموذجية أخرى بالوطن ومزارعين خواص يرغبون في خوض تجربة المحاصيل الزيتية.
ولا يقتصر برنامج المزرعة النموذجية «ريشي عبد المجيد» بقالمة على السلجم الزيتي، فهناك برنامج آخر سينطلق بعد أيام قليلة لزراعة محصول «دوار الشمس» على مساحة 147 هكتارا، وسيوجه الإنتاج إلى التحويل وإنتاج الزيوت الغذائية بالمصانع المذكورة، لمواجهة الطلب الوطني المتزايد.
واكتسبت المزرعة النموذجية، التي تقود قاطرة الزراعة المتطورة بالمنطقة، تجربة جيدة في زراعة المحاصيل الزيتية للموسم الثالث على التوالي، معتمدة على كوادر بشرية وإمكانات تقنية وطاقة مائية هائلة، جعلتها في مأمن من موجات الجفاف، المتعاقبة على المنطقة بسبب التغيرات المناخية المتسارعة.
وتعتمد المحاصيل الزيتية بشكل كبير على الطاقة المائية، ومسارات تقنية لا ينبغي تجاوزها حتى يبلغ الإنتاج مردودا اقتصاديا مشجعا، ومفيدا من الناحية المالية، التي تعد العامل الحاسم في العملية الزراعية برمتها.
وبلغ متوسط إنتاج «السلجم الزيتي» بالمزرعة نحو 20 قنطارا في الهكتار الواحد الموسمين الماضيين، وهو مردود مكافئ لمردود الدول الأوروبية، الرائدة في إنتاج المحاصيل الزيتية الغذائية. ويأمل القائمون على قطاع الزراعة بقالمة، في أن يعود المزارعون الخواص من جديد إلى شعبتي«السلجم الزيتي» و«دوار الشمس»، رغم خسائر المواسم الماضية التي تسبب فيها عوامل كثيرة، بينها الجفاف ونقص الخبرة، وربما رداءة البذور المستوردة التي أثارت جدلا كبيرا، كما أن المرافقة التقنية والدعم المالي، عاملان مهمان أيضا لخوض تجربة جديدة لا يعرف عنها مزارعو المنطقة، الكثير من التفاصيل والمسارات التقنية الضرورية.
فريد.غ
